خمس سنوات على لقاء التصالح والتسامح الجنوبي - بقلم / صالح هيثم فرج العبدلي* طباعة
مقالات - مقالات عامة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأحد, 09 يناير 2011 03:29

 خمس سنوات مضت على لقاء التصالح  والتسامح التاريخي الذي دعت له جمعية ردفان الخيرية الاجتماعية - عدن في يوم الجمعة الثالث عشر من يناير 2006 في مقرها الكائن حينها في مدينة المنصورة 

 وحضره أكثر  من 350 شخصية من مختلف مناطق الجنوب وقد أعلنوا في هذا اللقاء انطلاق مسيرة التصالح والتسامح ليس بين فرقاء احداث يناير المأسوية  بل مختلف الصراعات الجنوبية الجنوبية للمراحل الذي سبقتها وتلتها حتى ذلك اللقاء اليوم الذي صادف رابع ايام عيد الأضحى المبارك من عام1426هجرية وعلى اثر ذلك تم إغلاق الجمعية بقرار من نظام صنعاء الذي نص بحضر أنشطتها الخيرية ونشاط هيئتها الإدارية والجمعية العمومية والتصرف بأموالها وممتلكاتها – وقد جاء هذا اللقاء بعد اكثر من 12 عاما من الحرب الذي شنتها  قوات نظام صنعاء على الجنوب في صيف 1994 الذي أنهت ما كان يعرف بالوحدة  بين نظام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية  ونظام الجمهورية العربية اليمنية في عام 1990م وأصبح الجنوب في وضع الاحتلال من قبل صنعاء بعد إن سقطت عاصمة الجنوب (عدن) في يوم 7 يوليو 94 المشئوم  وتحول الجنوب إلى غنائم حرب للمحتلين وقبائلهم ليس له مثيل في التاريخ . ولقد جاء هذا اللقاء كما أسلفنا في ظروف غاية في الصعوبة حيث تحولت الجنوب إلى ثكنة عسكرية  وكانوا يعتقدوا إن وحدة الجنوبيين ضربا من الخيال  في ظل حالة التمزق والصراعات الماضية الذي كانت نتيجتها المأسوية ما حصل من نهب وتدمير وإقصاء لكل من هو جنوبي من الوظيفة العامة وهروب قيادة الجنوب إلى الخارج وتحولت جغرافيا الجنوب من برها و بحارها وما في باطنها من ثروات ومؤسسات الدولة والأملاك الخاصة والعامة إلى أملاك خاصة للمحتلين
إن ما جعل هذا الحدث التاريخي الهام ( مشروع التصالح والتسامح ) ممكنا وقاعدة صلبة لانطلاق الحراك الجنوبي السلمي هو التفاف جماهير شعب الجنوب بمختلف فئاته وشرائحه الاجتماعية في الداخل وفي الخارج من خلال  تأييدهم ومساندتهم لهذه الخطوة الجريئة كما أسموها في سيلا من بيانات التأييد والتضامن والمباركة عبر الوسائل الإعلامية المتاحة ومنها صحيفة (الأيام) التي كان لها الدور الأكبر حينها , استمرت لقاءات ومهرجانات  التصالح والتسامح تباعا  ففي أبين زنجبار عقد لقاءا في منزل المناضل  حسين زيد بن يحيى في 27 ابريل من نفس العام ثم بعد ذلك تم الانتقال إلى الساحات العامة  في مدن ومختلف مناطق الجنوب  في 22 مايو لقاء  الضالع في منطقة زبيد وفي 7يوليو من نفس العام 2006م , ولقاء شبوة في منطقة العرم وفي 22 مايو2007م لقاء  حضرموت في مدينة المكلاء وفي 26يوليو2007م لقاء  المهرة في مدينة حوف وفي 5سبتمبر 2007م  لقاء حوطة لحج إمام قصر السلطان ومهرجانات مماثلة وعديدة في مختلف مناطق الجنوب حيث كان الحضور في كل مهرجان  من هذه المهرجانات  كان الحضور من كل مناطق الجنوب وتحول  التصالح والتسامح إلى ثقافة انتشرت ووصلت إلى كل بيت وأسرة وكل شيخ وطفل وأمرائه وكل شاب وشابه وقد أذهل نظام صنعاء من لحمة الجنوبيين   يأتي بعد ذلك مبادرة الشباب أبناء شهداء الصراعات الذي قاموا بتأسيس  ملتقى سمي بملتقى شهداء ومناضلي ثورة 14 أكتوبر صدره بياناتهم  تؤيد وتبارك التصالح والتسامح  وتدعوا إلى استمرار الحراك السلمي الجنوبي حتى الوصول إلى هدفه فك الارتباط والاستقلال وعودة الدولة الجنوبية   والتنديد بالاحتلال وعنجهيته ويدينوا ويرفضوا  النداءات المشبوهة  في نبش القبور و الماضي  وان يسموا الوطن الجنوبي فوق الجراح  
كل هذه اللقاءات والمهرجانات باسم التصالح والتسامح الجنوبية الجنوبية هيئة الأرضية الخصبة والقاعدة الصلبة للحراك السلمي الجنوبي المطالب بالاستقلال وفك الارتباط من نظام صنعاء وتوجت هذه الخطوة باليوم الهادر مهرجان 7يوليو 2007 في ساحة الحرية مدينة خورمكسر التي دعت إليه جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين بزعامة العميد المناضل ناصر علي النوبه
إن مرور خمسة أعوام  للحدث التاريخي الهام (التصالح والتسامح ) يأتي وقد خطوا شعبنا الجنوبي خطوات مهمة في نضاله المشروع من اجل الحرية والاستقلال وغدا في متناول وسائل الإعلام المختلفة العالمية والعربية والإقليمية ومن القضايا المهمة في الاعلام العالمي
إن ما تحقق من انتصارات غاية في الأهمية  كانت  بفضل قوافل من الشهداء والجرحاء والمعاقين والأسرى من أبناء شعب الجنوب الثائر المستمر وبلا هوادة حتى الوصول إلى الاستقلال والحرية وعودة دولة الجنوب وعاصمتها عدن وكلما اشتد البطش في الاستخدام المفرط للقوة ضد شعب الجنوب كلما زادهم عزيمة أقوي وإرادة فولاذية في نضالهم المشروع
لقد استخدم نظام صنعاء شتى الوسائل القذرة لإخماد الحراك لكنها فشلت فشلا ذريع وحين يرفعوا شعار التصالح في خطبهم يعلم شعبنا في الجنوب من هم هؤلاء و ماهي حقيقتهم وكم لبسوا عباءات البراءة من إن يستمروا في نهب خيرات وارض الجنوب
من خلال طرح مثل هذه الدعوات إنما يجنون على أنفسهم بمزيد من السخط الشعبي لما  ارتكبوه من مجازر بشعة في كل بقعة في الجنوب
 
رسائل:
الرسالة الأولى :
إلى الاخوه القيادات في الحراك نقول لهم إن الماضي عبر ودروس للحاضر والمستقبل كما يكررها دائما الرئيس علي ناصر في عدد من لقاءاته الصحفية
ونناشدهم إن يطالعوا تجارب الثورات وزعامات هذه الثورات وكيف علاقات المناضلين فيما بينهم
الرسالة الثانية:
تحية إجلال للمناضل القائد حسن باعوم ربنا يعطيه الصحة ويطول في عمره  والتهاني له ولرفاقه بمناسبة خروجهم الأخير من سجون سلطة الاحتلال ونتمنى من كل القيادات والنشطاء ورموز الحراك  إن ينصاعوا  لمهمة الزعيم حسن باعوم في توحيد الصف وان يلتف حوله كل الخيرين والعقلاء لأنها كل الخلافات والاتفاق على برنامج وقيادة موحدة  وان يكون الجهد الرئيسي للجميع باتجاه تصعيد النضال ورفض الانتخابات
  
* مسئول العلاقات ألعامة لجمعية ردفان
احد منسقي ومؤسسي لقاء التصالح والتسامح 13 يناير 2006