لك المجد يا زهراء صالح حتى وأنت في زنزانة الرعب ظللت شامخة - بقلم المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي طباعة
مقالات - مقالات عامة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 06 يناير 2011 06:05

كنت قد سألت عن الأخت المناضلة الكبيرة زهرة صالح عبدالله حين اعتقلت مع المناضل حسن احمد باعوم قبل شهر, فقيل لي انه تم الإفراج عنها

بسرعة, وسألني عنها المناضل مسدوس, فقلت له كذلك, في صباح هذا اليوم الخميس وأنا عائدا من عملي المضني الذي قضيته يوم أمس في إصلاح شاحنة رب العمل الذي اعمل لديه, وقد كانت الساعة الواحدة فجرا, والنوم يكبس على أنفاسي استلمت رسالة من المناضل فؤاد راشد في محافظة حضرموت يبلغني فيها أن زهراء صالح في السجن وتعاني مشاكل صحية كبيرة.. قلت لذاتي تبا لك من إنسان أختك في السجن ولم تخضع لسجانها وأنت سوف تخضع للنوم.. حينها امتشقت سلاحي الهمام ( القلم) كي أبلغ شعب الجنوب في الداخل والخارج بهذه الواقعة.

لقد سمعت وقرأت عن زهراء صالح كمناضلة جنوبية في طليعة الحراك الجنوبي منذ بدايته قبل أربعة أعوام, وعرفتها عن قرب عندما التقيت بها في مارس من العام الماضي وهي تتقدم المسيرة في الضالع قاطعة عدة كيلو مترات دون توقف.. كانت في الصف الأول من المظاهرة. فهي كعادتها تتنقل في كل جزء من الجنوب معبرة عن دور المرأة الجنوبية في النضال من أجل قضية شعبها. تشحذ همم الشباب والرجال لمواصلة ثورتهم ضد الاحتلال. 

اعتقالها من قبل السلطات الاستعمارية في صنعاء تعد سابقة لم تقم بها حتى السلطات الاستعمارية البريطانية تجاه المرأة الجنوبية.. ولهذا بقدر حزننا وتعاطفنا لاعتقالها وحسرتنا أننا قصرنا في متابعة أخبارها, فإن هذا الأمر دليل قاطع على مستوى الانحطاط الخلقي الذي وصلت إليه هذه السلطات.. وهي دليل قاطع على قدوم تباشير صباح انتصار ثورة شعبنا السلمية الحضارية التحررية.. فهذه السلطات باعتقالها لامرأة جنوبية تكون حتى القيم القبلية المتخلفة التي تدعي أنها تتمسك بها لم تمنعها عن جريمة بشعة لم يشهد لها التاريخ مثيل.. جريمة ليس بسجنها فقط وإنما منع عنها العلاج ونقلها إلى مستشفى الجمهورية الذي لا يبعد عن مقر سجنها في معسكر طارق بعدن أكثر من 500متر. بل لقد منعت أحد الدكاترة الجنوبيين من علاجها.. وبهذا المناسبة ندعو كل المنظمات المحلية والإقليمية والدولية المهتمة بحقوق الإنسان إلى التضامن مع هذه المرأة البطلة, وندعو بشكل خاص منظمة الصليب الأحمر وممثلها السامي في عدن إلى تقديم يد العون والمساعدة لها ولاسيما تزويدها بالعلاجات الضرورية مثل علاج السكري والضغط . ونقول لإخواننا من أبناء الجمهورية العربية اليمنية الذين يتباكون على الوحدة أي وحدة بقت بعد أن وصل الأمر بسلطاتكم إلى اعتقال نسائنا؟ أنها الطلقة الأخيرة لعقد الوحدة.

إن سجن المناضلة زهراء صالح وصمة عار في جبين كل مواطن جنوبي مسئول في السلطة.. أنهم جميعا مشاركون سلطات صنعاء في جريمتها البشعة بحق امرأة جنوبية.. فهل لديكم بقية ضمير يا هؤلاء !!!!!!!!!!!!!!!    

أما قيادات الحراك فنقول لهم السكوت عن هذه الجريمة غلطة تاريخية لن نغفرها لكم وندعوكم أن تكون فعاليات الأيام والأسابيع القادمة فعاليات التضامن مع رمز المرأة الجنوبية زهراء صالح.. رمز الأم والأخت والبنت التي يحق لنا أن نضعها تاج مكلل على رؤوسنا نحن الرجال.

  تحية لأم أنجتك يا زهراء.. تحية لأب بذل قطرة عرق من أجلك.. تحية لك وأنت في هذه اللحظات العصيبة  تذودين عن وطنك كما تذود اللبوة عن صغارها.

اعذريني يا أختي ويا أمي زهراء بأنني لم استطع مواصلة الكتابة لغصة في حلقي وكثرة زلال عيني.......و..... ولكن ثقي بأن غيري من مناضلي الجنوب سيقدمون دمائهم وأرواحهم من أجلك.

آخر تحديث الخميس, 06 يناير 2011 06:11