الضحية والمضحى يـكتب عن حـزبـه القديم الجديد - بقلم:عوض علي حيدرة طباعة
مقالات - مقالات عامة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الثلاثاء, 07 سبتمبر 2010 02:29

 "أخطر شىء فى العمليات وفى الحروب وفى السياسة وفى كل شىء، وليس مجرد حوادث تجرى بنحو أو بآخر ولكن ما هى الدروس التى يتعلمها الناس والعظات؟،

لأنه يقال باستمرار هى أن الثقافة أثر التجربة، وأن تفاصيل التجارب قد تنسى وتضيع من الذاكرة لكن يبقى فى الوعى باستمرار أثر ووعى هذه التجارب، متمثلا فى الثقافة التى أنشأتها هذه التجارب، وهذا فى واقع الأمر ثروة البشرية، وهذا هو الكنز الموجود لدى البشرية والثقافة التى هى حصيلة كل ما فعلناه وجهزته أجيال سابقة صواب أو خطأ يتركز فى أشياء تبقى وأشياء تؤثر فينا إلى مدى طويل."

المفكر الكبير محمد حسنين هيكل

 

- إذن- نحن كجوبيين عندما نطل على أحداث الماضي التاريخية في الجنوب للدراسة أوالمراجعة أوالكتابة، رغم أن بعضنا يكتب المقدمة كما يكتب الخاتمة.. نجد أننا هزمنا أنفسنا لأنفسنا، أكثر مما هزمنا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وجيشه، لأننا كنا ــ وربما لازلنا حتى يومنا هذاــ مثل حكمة قالها سقراط في أحاديثه لتلاميذه ــ كما وردت في السياق ــ (إن الآلهة عندما تغضب على أحد لا تنتقم منه لكن تكلفه هو أن ينتقم من نفسه ويسىء لنفسه).

 

فالعبد الفقير لله، يقول لأعضاء حزبه، الذين لازالوا مصرين بإجماع وطني، على رئاسته للحزب، بإعتبار أننا تعاهدنا في ماضينا، وتـقاسـمنا ( القرص الطابونة) للدفاع عن الوطن، ثم تـقاتـلنا أيضاً في ماضينا على نفس (قرص الطابونة)، ورغم أن ثقافة بعض اعضاء الحزب توقفت عن التطور منذ زمن ( الخيل والليل والبيداء تعرفني)، وبالذات القدامى من أمثاله.. يقول أحسب، وحسبي الله ونعم الوكيل، أنه لا حق ولا منطق لأحد، لا قائد أو قيادة أو حزب ينتمي الى شعب الجنوب العربي، ذلك الشعب العظيم، الذي نام في 21 مايو 1990م على دولة ذات سيادة، ووطن مترامي الأطراف، وأصبح اليوم التالي على الحصيرة، بفضل صاحب الفضل، الذي بارك لنا الله فيه، من حسد الحاسدين، وحقد الحاقدين، أن يعلن تبرير ــ أو يبرئ ــ نفسه وسياساته منا كجنوبيين مما بلغ واقع شعبنا بعد 7 يوليو 1994م، من مهانة وإذلال وإحتلال، سواء من أعضاء الحزب القدامى أو الجدد، رغم أن بعضهم لم تـتـعـفـر أقدامهم بتراب الجنوب، يعتلي أعلى ربوة في جبل شمسان أو منصة التاريخ، ويجعل من نفسه ــ زعيم طاهر ــ يلقي بالإتهامات شمال ويمين على الآخرين من أبناء الجنوب وشعبه، وينسل ــ هوــ  كالشعرة من العجين، خصوصاً وأننا ــ جميعنا ــ كأعضاء في الحزب، قد أزنينا في المحرمات، وإنتهكـنا المقدسات، حتى أصبحنا أضحوكة للآخرين، ولا أعتقد أن  قائد أو قيادة أو حزب من الجنوب أو الجنوبيين، يكون على قدر مقبول ومعقول من الواقعية والصدق والامانة، إذا علقنا المسؤولية عما آلت اليه أحوالنا في الجنوب برقبة الإحتلال، وذلك على الرغم مما قد أنزله بالجنوب وشعبه من إستغلال وعبث وقتل وسجن ومطاردة وحصار عسكري ولازال.

 

أقول هذا، في هذه الظروف وفي هذه اللحظات التاريخية، بوعي الأمس وظروفه وملابساته، أو بوعي اليوم ومعطياته ــ حسب مايرى أعضاء الحزب ــ وعلى ضوء حصيلة التجارب والأحداث العاصفة، التي مر بها شعبنا وشاركنا فيها بالحق أو بالباطل، وبالتالي خضناها، وتحملنا جميعاً ــ بدرجة أو أخرى ــ أثمانها وتكاليفها الفادحة، المتمثلة في ضياع وطن.. أقول هذا كذلك، في مواجهة بعض الموشحات البليدة، والعنتريات لدى البعض في خطاباتنا وبياناتنا السياسية، وأوراقنا الفكرية المتواضعة، ومحاولة بعضنا الطيران بجناح واحد.. أقول بأن هذا أو ذاك من أعضاء حزبي، كقائد أو قيادة أو عضو عادي، كانوا ولا زالوا صحيحي الموقف الفكري والسياسي، أما ( غيرهم) فكانوا ما برحوا على خطأ فادح.. أقول لأعضاء حزبي، الذين نذروا أنفسهم لخدمة الوطن وغاصوا في بحار حبهم للجنوب، تماسكوا أمام الأمواج العاتية فالجنوب لن يحرره الأ المخلصين الشرفاء من أبناء الجنوب.

 

 أما الذين كانوا بالأمس، كالنحل يحوم حول الأشجار المثمرة، ليقدموا لنا قطرات من عسل دوعني، عسل جردان صافي، لقد ذبلت أغصان الأشجار، ودوت الثمار، قبل أن يقدموا لنا ما وعدونا به من العسل... فمن الصحيح أن تتفاوت أحجام الأخطاء والمسؤوليات ونوعيتها، لكن الصحيح أننا كلنا إرتكبنا المعصية في وطننا وشعبنا.. ولكن مثل هذا التفاوت لا يحول أو يحجب دون إعتبار أن كلاًَ منا يقع في باب الأخطاء والخطايا، التي تظل تشعل نار الفرقة والإنقسام وتغييب الوعي، وتصادر أواصر القربى بين أعضاء حزبي.

 

ــ إذن ــ العبد الفقير لله، يقول أن المسؤولية.. مسؤولية الجميع دون إسـتـثـنـاء، على إختلاف القيادات والإتجاهات والمشارب بين أبناء الجنوب، وعلى إختلاف درجات تفاوتها لمن يؤمن بالحرية والإستقلال للجنوب، أرضاً وإنساناً، من براثن الإحتلال.

 

وإذا كان علينا أن نعترف وبشجاعة وبشرعية الإتجاهات والتيارات، فإن علينا أن نعترف جميعاً وبجسارة، وبأننا كلً في إطاره السياسي، لم نتوصل في ماضينا وحاضرنا، الى نتيجة إيجابية أو نجاح في إدارة شؤون ما بيننا من إختلافات بالعقل والحوار الموضوعي.

 

وإنطلاقاً من ذلك، وبصفتي الشرعية المتفق عليها، كرئيس لحزب ( الـزهـقانـيـن ) القدامى والجدد، أدعوا كل الشرفاء في الداخل والخارج الى توحيد الصف والهدف، والعمل على تمجيد كل أنسان يناضل في سبيل الحرية في الداخل بالدرجة الأولى، وبخاصة والإختلافات بطبيعتها وأردة دوما، بإختلاف الظروف والرؤى، ودرجة تطور الوعي السياسي والتاريخي، وصولاً الى تحويل هزيمتنا الى إنتصار.

 

لذلك، دعونا نجرب ولو مرة واحدة في تاريخنا، كيف نتفق على مستوى الداخل والخارج كقيادة، ونتوحد مع شعبنا الموحد تحت مظلة جبهة وطنية متحدة في الداخل تمثل كل مكونات الحراك الجنوبي السلمي وفق مشروع البرنامج السياسى للحراك الجنوبى الشعبي السلمي الذي إطلعنا عليه مؤخراً أو أي مشروع ساسي يشكل حالة أفضل منه، حتى نطرد الإحتلال، وبعد ذلك لكل حادث حديث.

 

خواتم مباركة وكل عام وأنتم طيبين

 

 

عوض علي حيدرة

رئيس حزب الـزهـقـانـيـن تحت التأسيس

5 سبتمبر 2010