كلا .. ليس العدني بالأهبل .. طباعة
مقالات - مقالات عامة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 29 يناير 2007 05:19
صوت الجنوب 2007-01-29/ نادرة عبد القدوس
عندما يشكو الجنوبيون وبالذات أبناء عدن من ضيم التهميش وعدم المساواة بينهم وبين بعض أبناء المناطق اليمنية الأخرى ليس من فراغ . لأن كل ما يتم تناوله عبر
بعض الصحف المحلية حقيقة لا زيف فيها ولا مغالاة .. إن الحقيقة مرة ، التي لا يعاني مرارتها إلا أبناء هذه المدينة التي يتنكر لها اليوم المستفيدون منها ،المستغلون ( كسر الميم ) ثرواتها والمحتلون مواقعها الإستراتيجية والتاريخية ، والمفترشون شواطئها ، والمدمرون جبالها .

  وهي المدينة ، التي على مدى التاريخ ، فاتحة ذراعيها لكل وافدٍ إليها ولكل من أحب العيش فيها على الرحب والسعة .. هي المدينة التي لا تسأل أحداً أصله أو جنسه أو لونه أو دينه .. لأنها مدينة الحب والخير والتسامح والمتسعة للجميع من كل أرجاء البسيطة .. أرض الله .. ويشعر بهذا كل من يترك موطنه الأصلي ليعيش آمناً تحت سمائها، فيشعر بالانتماء وبالسكينة كأنما هو في حضن أمه الرؤوم ..
  قالت لي إحدى الزميلات ( وهي من صنعاء ) : أنتم العدنيون طيبون جداً ، إلى درجة إن الآخرين يعتقدونكم ( هُبل ) سذج " . هكذا يظنوننا !! فهل حقيقة نحن العدنيين سذج ؟! سألت نفسي .. فقلت لها: "ياعزيزتي نحن طيبون ولسنا سذج ، لأننا لو كنّا كذلك ، لكنّا حتى اليوم تحت نير الاستعمار.. نحن لا نملك غير كرامتنا وعزة النفس ، فهل تريدوننا أن نفرط بهذا أيضاً ؟ " . كان هذا الحوار القصير بيني وبين إحدى الزميلات العزيزات القادمات من صنعاء، دار في إحدى ردهات أحد فنادق عدن .
  عدن أيتها الزميلة العزيزة قدّمت خيرة أبنائها قرابين للحرية والاستقلال .. لكن ، من استلم السلطة بعد كنس الاستعمار أناس تنكروا لهم وللمدينة الطيبة .. وهاهم خسروا كل شيء.. وعدن كانت مناراً للعلم والثقافة والإبداع الفكري والإعلامي طوال حياتها ، وأبناؤها هم الرواد الأوائل في كل ذلك .. في حين كان الآخرون سذج يعيشون بين أنياب وكماشة الجهل والفقر والتخلف .. 
  وكانت نُظمت دورة إعلامية شارك فيها عدد من الصحفيين اليمنيين ، من مختلف المحافظات في الثلث الأخير من يناير الجاري من قبل جهة إعلامية حكومية. وما أثار النقاش بيننا حول مسألة "الهَبَل والسذاجة" ، هو معارضتي العلنية للمعاملة المختلفة بين صحفيي عدن وصنعاء من قبل الجهة المنظمة للدورة التي انعقدت على مدى ثلاث مراحل .. ففي المرحلتين السابقتين كان القادمون من عدن يسافرون إلى صنعاء براً وعددهم أقل من صحفيي صنعاء ، وكانت هذه الجهة تقوم بحجز مكان الإقامة لهم في أحد الفنادق المتواضعة هناك ، كما يتم منحهم مبلغاً متواضعاً لأسبوع .. وعندما قررت الجهة المنظمة تنفيذ المرحلة الأخيرة من الدورة في عدن ، برزت النفس الأمارة بالسوء ، وظهرت الوجوه الحقيقية ، حيث قَدَم الزملاء الصحفيون الأعزاء – وهم أعزاء بالفعل ولا ذنب لهم وعددهم يفوق صحفيي عدن ثلاثة أضعاف – من صنعاء جواً !! ومُنِحوا ضعف المبلغ ، الذي استلمه صحفيو عدن في صنعاء في المرحلتين السابقتين !! وتُرك لهم اختيار مكان الإقامة !!
  في هذا النموذج من المعاملة غير الإنسانية ، كيف تريدون أبناء عدن أن يتصرفوا ؟؟؟ هل يسكتون ؟ إذا سكتوا فأنهم هُبل برأي أخواننا اليمنيين الشماليين الأعزاء .. وإذا صحنا وسألنا عن السبب في هذه التفرقة المناطقية اتهمونا بالانفصاليين !! وإذا كتبنا اتهمونا أيضاً بأننا نثير النعرة المناطقية والعنصرية والـ .. والـ .. ويكيلون سيل الشتائم التي تأبى نفسي عن ذكرها . إذن أخبروني بربكم ماذا نعمل؟؟ لأننا والله العظيم ورب الكعبة في حَيرة من أمرنا فلا هذا عاجب ولا ذاك .. وفي كل الأحوال نحن التائهون في بلادنا والمغبونون .. وما بيدنا غير الدعاء إلى الله بالفرج القريب .. وأن يعود هؤلاء ، الذين تتمركز القرارات بيدهم ، وتدار أمور البلاد والعباد حسب ماتمليه أهواؤهم ، إلى رشدهم لأنهم في غيهم يعمهون .. حسبنا الله ونعم الوكيل .
  وليس المهم إدراج هوية الجهة الإعلامية أو اسم الدورة التي نُظمت لأن الأهم هنا المشهد اليومي الذي نعيشه هنا ، وما هذا إلا نموذج من نماذج عدة .

نقلا، عن:
عدن برس

آخر تحديث الاثنين, 29 يناير 2007 05:19