القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


العيدُ والشعر والجذور - بقلم - د\محمد فتحي راشد الحريري صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة الدكتور/ محمد فتحي راشد الحريري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 18 يوليو 2015 09:44

العيد من الجذر الثلاثي ( ع و د ) أو ( ع ي د ) وتكلمنا في الجذرين في مناسبة قديمة ، واليوم نستذكر بعضا من معاني ودلالات العيد ، نستعيدها مع ثلة من شعرائنا وأدبائنا ، ولاسيما أن العيد هو السرور العائد ، والفرح المتكرر بما يحمله من دلالات دينية وتراثية .

العيد يأتي عادة تتويجا لمرحلة عبادة عاشها المؤمن ، وفيه إشارات لهويته وهويّة الأمة ، فليس هو تقليدا ولا تمثّلا بقوم أو تشبّهاً بهم ، وقد ذكرت لفظة العيد مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة المائدة .

 

وقد عرف العرب قبل الإسلام كثيراً من الأعياد التي ألغاها الإسلام وأبدلهم بيومي الفطر والنحر ، منها عيد اسباسب ، وقد ذكره النابغة الذبياني في مدحه الغساسنة فقال :

 

رقاق النعال طيب حجزاتهم *** يحيون بالريحان يوم السباسب

تحييهم بيض الولائد بينهم *** وأكيسة الإضريج فوق المشاجب

يصونون أجسادا قديما نعيمها *** بخالصة الأردان خضر المناكب

ولا يحسبون الخير لا شر بعده *** ولا يحسبون الشر ضربة لازب

حبوت يها غسان إذ كنت لاحقا *** بقومي وإذ أعيت علي مذاهبي

ومن أعياد يثرب قبل الإسلام عيد بُعاث ويوم الفجار وغيرهما ...

وفي العهد الإسلامي شكلت المناسبات االدينية مادة خصبة للشعراء منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا، وتفاوت إحساسهم به قوة وضعفُا، عبادة وعادة، وأخذ هذا الاهتمام مظاهر عديدة، ومن هذه المناسبات، -إن لم يكن من أهمها- مواسم رمضان والحج والعيدين ؛ فهي تتكرر كل عام مع اختلاف الظروف والأحداث التي قد تمر بالشاعر خاصة أو تمر بالأمة الإسلامية عامة، وقد تفاعل الشعراء مع الأعياد تفاعلاُ قويًا ظهر في أغراض شعرية منوعة منها ، كما يذكر الأديب الفاضل ( عز الدين فرحات ) في مقالة رائعة له نستميحه العذر باقتطاف شيءٍ منها :

1- تحري رؤية الهلال والاستبشار بظهوره:

يقول ابن الرومي:

ولما انقضى شهـر الصيـام بفضله *** تجلَّى هـلالُ العيـدِ من جانبِ الغربِ

كحاجـبِ شيخٍ شابَ من طُولِ عُمْرِه *** يشيرُ لنا بالرمـز للأكْـلِ والشُّـرْبِ

وقول ابن المعتز:

أهـلاً بفِطْـرٍ قـد أضاء هـلالُـه **** فـالآنَ فاغْدُ على الصِّحاب وبَكِّـرِ

وانظـرْ إليـه كزورقٍ من فِضَّــةٍ *** قـد أثقلتْـهُ حمـولـةٌ من عَنْبَـرِ

 

2- حقيقة معنى العيد:

وينبّه أبو إسحاق الألبيري إلى حقيقة معنى العيد ؛ فيقول:

ما عيدك الفخم إلا يوم يغفر لك *** لا أن تجرَّ به مستكبراً حللك

كم من جديد ثيابٍ دينه خلق *** تكاد تلعنه الأقطار حيث سلك

وأما الشاعر محمد الأسمر فيقول في المعنى :

هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به *** وبذلك الخير فيه خير ما صنعــا

أيامه موسم للبر تزرعــــــــــــه *** وعند ربي يخبي المرء ما زرعا

فتعهدوا الناس فيه:من أضر به *** ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا

وبددوا عن ذوي القربى شجونهمُ *** دعــا الإله لهذا والرسول معا

وللشاعر يحيى حسن توفيق قصيدة بعنوان «ليلة العيد» يستبشر في مطلعها بقوله:

بشائر العيد تترا غنية الصـــــور *** وطابع البشر يكسو أوجه البشر

وموكب العيد يدنو صاخباً طرباً *** في عين وامقة أو قلب منتظـــر

3- تهاني الشعراء للملوك بالعيد :

من هذه القصائد رائية البحتري التي يهنّىء بها الخليفة العباسي (المتوكل) بصومه وعيده ويصف فيها خروجه للصلاة :

 

بالبر صمت وأنت أفضل صائم *** وبسنة الله الرضية تفطر

فانعم بعيد الفطر عيداً إنه *** يوم أغر من الزمان مشهر

وقال المتنبي مهنئًا سيف الدولة عند انسلاخ شهر رمضان الفضيل :

الصَّوْمُ والفِطْرُ والأعيادُ والعُصُر *** منيرةٌ بكَ حتى الشمسُ والقمرُ

ويهنئ سيف الدولة بالعيد فيقول :

هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده *** وعيد لكل من ضحى وعيدا

ولازالت الأعياد لبسك بعده *** تسلم مخروقاً وتعطي مجددا

4- الشكوى والتفجّــع :

ولا يخلو العيد في كثير من الأحيان من منغصات قد يتعرض لها الشاعر خاصة في نفسه أو أهله وقد عبر كن ذلك كثير من الشعراء في قصائد خلدها التاريخ، يكاد من يقرؤها يشارك الشاعر معاناته ويلامس صوره وأحاسيسه، ولعل أشهر ما قيل في ذلك دالية المتنبي في وصف حاله بمصر والتي يقول في مطلعها :

عيـدٌ بأيّـةِ حـالٍ جِئْـتَ يا عيـدُ *** بما مضـى أم بأمْـرٍ فيكَ تجديـدُ

أمّـا الأحِبـة فالبيـداءُ دونَـهــم *** فليـت دونـك بيـداً دونهـم بيـدُ

وأرى أنه ما من بيت شعري كُتب له الذيوع والإنتشار في العيد مثل هذا البيت ، ولاسيما أنه في التفجع وندب الحال والتشكّـي ، وقد كثرت الفواجع في هذه الأمة ، فواجع تجعل الولدان شيبا ، تتلوها فواجع ونكبات :

فواجع في الشام والعراق واليمن ومصــر وليبيا و و ...حتى نسينا الفاجعة الأولى فلسطين .

وكأنَّ الشام واليمن التي قيل فيها : ( بارك الله في شامها ويمنها ) ، تحوّلت إلى نزف دماء وقتل وتشريد وخراب بيوت !!!

وما شكوى المعتمدُ بن عباد بعد زوال ملكه، وحبسه في (أغمات) بخافية على أي متصفح لكتب الأدب العربي ؛ حين قال وهو يرى بناته جائعات عاريات حافيات في يوم العيد :

 

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا *** وكان عيدك باللّذات معـمـــــــورا

وكنت تحسب أن العيد مســـعـدةٌ *** فساءك العيد في أغمات مأســورا

ترى بناتك في الأطمار جائعةــــً *** في لبسهنّ رأيت الفقر مسطــورا

معاشهـنّ بُعـيـد العـــــزّ ممتهـنٌ *** يغـزلن للناس لا يملكن قطميــــرا

أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه *** ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا