القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
"عبده النقيب" في حوار شامل مع صحيفة روزاليوسف صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
سياسة - مقابلات
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 14 سبتمبر 2012 06:51
أجرت صحيفة "روزاليوسف"اليومية المصرية الشهيرة في عددها 2218 الخميس 13 سبتمبر 2012م حوار ضافيا مع سكرتير الدائرة الإعلامية للتجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" "عبده النقيب "حول مستجدات الأوضاع في الساحة اليمنية والثورة التحررية في الجنوب بشكل خاص
نص الحوار كاملا:
حاورته هبة سالم.. القاهرة
أعتبر سكرتير دائرة الإعلام في التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" في الجنوب ان المسئولين اليمنيين يعدون الجنوب " غنيمة حرب" في الوقت تتجه الأوضاع في البلاد إلى "الصوملة" وأشار إلى ان القبيلة تحكم اليمن وان الأصابع الأمريكية وراء إيجاد تنظيم القاعدة في جنوب اليمن.
حكومة الوفاق تسير على نهج صالح
1- اين وصل الوضع في اليمن الان ؟
في البدء اتوجه بالشكر لصحيفة روز اليوسف على استضافتها لنا لنطلع عبرها الرأي العام العربي في مصر بشكل خاص والأمة العربية بشكل عام عن معاناة شعبنا في الجنوب العربي "اليمني"وعن حقيقة الأوضاع المأساوية التي جرنا إليها النظام العسكري القبلي المتخلف في الجمهورية العربية والذي فتح ابواب الجحيم على شعوب المنطقة بأكملها.
ربما لا يدرك الكثيرين إلى أي مدى من التدهور والانحطاط وصلت إليه الأوضاع التي تعيشها اليمن فهي في الواقع اعمق من ان يتصورها البعض واعقد من أن تحل عبر التصريحات التضامنية والمبادرات السياسية والدعم المالي من الدول المانحة او من الصناديق الأممية والعربية. اليمن المفترض انها دولة موحدة هي ليست كذلك فقد بليت بعصابة إجرامية محترفة استولت على دولتين وشعبين في الجمهورية العربية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بكل مقدراتهما وارتبطت بمافيا السلاح والمخدرات الدولية فتاجرت بكل شيء واباحت البلدين للشركات الدولية تنهب دون حسيب او رقيب وتنازلت عن كل شيء بما فيها ذلك السيادة الوطنية في سبيل الحصول على الدعم السياسي الغربي واليوم نقف على اعتاب انهيار شامل هو اصعب من ان توقفه المبادرة الخليجية او تصريحات بعض القادة العرب فقد تشكلت بالفعل دولة الحوثيين في الشمال والانفصال الشعبي في الجنوب حقيقة لا جدل فيها والدولة وحكومة الوفاق افشل واسوأ من عصابة صالح فكليهما شركاء في كل هذا العبث والفساد الذي صار هو الدولة وهو القيم المتأصلة التي تسود على كل شيئا آخر.
2- برأيك لماذا تعمد نظام صالح فرض تعتيم على القضية الجنوبية؟ فضلا عن اقصاء الجنوبيين في القطاع الاقتصادي أو النفطي وغيرها من قطاعات الدولة؟
صالح هو ظاهرة اصيلة مرتبطة بالواقع الاجتماعي والثقافي في الجمهورية العربية اليمنية وذلك هو سر نجاحه وبقائه بهذه القوة لثلاثة عقود وثلث خلافا لغيره من الرؤساء السابقين الذي اردوا بناء دولة وخاصة الشهيد إبراهيم الحمدي فقد ناصبته القبائل وخاصة أسرة أل الأحمر المتنفذة واشتركوا جميعا في قتله ودعم سلطان رجل له تاريخ عريق في تهريب المخدرات عندما كان قائدا عسكريا يشرف على موانئ وممرات تطل على ارتيريا وجيبوتي عند باب المندب والبحر الأحمر. صالح كرجل عصابة لم يتصرف كرجل دولة فاستباح الجنوب ارضا وإنسانا وتاريخا وثقافة بطريقة لم تفعل فيها بريطانيا ولا أي احتلال في أي بلد آخر فعادوا بالجنوب إلى عصور العبودية والنهب والسلب تدعمهم بذلك فتاوي حزب الإصلاح الذي يدعي انه إسلامي فدخلت ميلشياته وجحافل الأفغان العرب فاتحين للجنوب بحجة تطهيره من الهنود والصومال والقوميات الوافدة إلى اراض الجنوب وتصفية معاقل الشيوعية فحولوا الجنوب إلى مركز دولي لاستيراد وتصدير الخمور المغشوشة والمخدرات والأسلحة والمتاجرة بالنساء من مختلف الجنسيات العربية والآسيوية وغيرها.
حاول صالح استعباد شعب الجنوب وإذلاله وإهانته عبر سياسية القمع والتجويع الممنهج والإفساد وعملوا على تدمير كل المؤسسات الخدمية الجنوبية وتسريح خمسة وسبعون بالمائة من الكادر الجنوبي وتهجير المؤهلين حيث انتشرت جاليات الجنوب في كل الدول الأوربية وشمال امريكا وحاولوا غمر الجنوب بأعداد هائلة من القادمين من اليمن عبر منحهم التسهيلات والصلاحيات لنهب الأراضي العامة والخاصة والبيوت والممتلكات وتغيير السجل المدني بطريقة منظمة تستهدف محو الهوية والتراث والثقافة والعادات والتقاليد الجنوبية بما في ذلك محاولة فرض طريقة الأذان والصلاة والشعائر الدينية على الطريقة الزيدية رغم ان الجنوب جميعهم ينتمون إلى المذهب الشافعي والمدرسة الإسلامية الوسطية المعتدلة.
كما فعل صالح أيضا الأمر مازال مستمرا من قبل ما تسمى بحكومة الوفاق التي يهيمن عليها التيار الإسلامي المتشدد فعن طريق القمع والتجويع والحصار الإعلامي يحاولون محو الشخصية الجنوبية وتذويبها تحت شعار الوحدة والإسلام والقومية العربية وهي في حقيقة الأمر عبارة عن مطامع قبلية قديمة جديدة في ثروات الجنوب واراضيه تحت دعوى " الأرض يمنية والشعب وافد" لا فرق بين حميد الأحمر وعلي عبدالله صالح والزنداني وغيرهم فجميعهم يعتبروا الجنوب غنيمة حرب وهو امر طبيعي في مجتمع مازالت الثقافة القبيلة متأصلة لديه.
لم اقل هذا لمجرد اني جنوبي او لمجرد غيرتي على كرامتي ورفضي للمعاملة الدونية التي نتلقاها بل ان حكومة الوفاق لم تفعل أي شيء ملموس أتجاه ما تعرض له الجنوب والأخطر من هذا انهم اليوم اطلقوا ايدي المليشيات التي تنتمي لحزب الإصلاح والمليشيات القبيلة تعيث في الجنوب فسادا وقتلا في ظل غياب كامل للدولة ومؤسساتها فاصبح القتل اليومي شيء مألوف ولا احد حتى يفكر بان يشتكي او يلجأ للدولة لأنه ذلك مضيعة للوقت ليس إلا.
إجمالا كل ما نسمعه من وسائل الإعلام عن العملية السياسية والحوارات وغيرها مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي فبقايا المؤسسات تتأكل والانهيار يسير بشكل مخيف والبلد بدأت "تتصومل"وأمراء الحروب حلوا بدلا عن دولة العصابة.
3- وهل انتهى هذا الفكر ألإقصائي ؟ ام لا يزال موجوداً ؟
الفكر الإقصائي هو ثقافة قبلية فالقبيلة لا تعرف معنى للدولة أو الوطن ومهما سمعنا من دعاوي لنصرة شعب الجنوب وإنصافه فإن ما يجري على الأرض هو شيء مختلف تماما حيث يحاولوا فرض الأمر الواقع وإجبارنا على الدخول في تسويات تستنقص من مواطنتنا وكرامتنا عبر شراء نفر يراد فرضهم كممثلين لنا مثلما يفعل المستعمرين و لا شيء مبشر في الافق. وحتى اكون أكثر دقه فيما اقول لنضرب مثلا فيما تدعي الدولة انها ستنفذه كمهام ملحة وهي اعادة هيكلة القوات العسكرية التي تتبع القبائل والمشايخ والمتنفذين وهي اعجز من أن تفعل لكن هذا الإجراء لا يشمل الجيش والألوية والوحدات العسكرية الجنوبية العالية الاحتراف التي تم تسريحها وتجمديها بشكل جماعي منذ حرب اجتياح الجنوب في صيف 1994م ومازالوا مصرين ان الجنوبيين انفصاليين وهم في الواقع يمارسوا الانفصال والتمييز دون خوف او خجل.
4- وهل قمتم كحراك جنوبي بفتح أي قنوات مع الرئيس هادى والحكومة الجديدة لتقريب وجهات النظر؟ولماذا؟
الرئيس هادي مغلوب على أمره فليس هو من يحكم فمراكز القوى القبلية هي التي تدير كل شيء ناهيك عن ان هادي جاء من عباءة السلطة وظل موظفا لدى صالح لقرابة عقدين ولا اظنه يستطيع الخروج من هذه الدائرة الموغلة في الفساد. خلال فترة الثمانية الأشهر الماضية عادت حملات القمع العسكرية للمظاهرات والاعتصامات السلمية الجنوبية فقط ولا تفعل هذا في صنعاء. هذه الحملات التي تنفذها مليشيات وقوات لا تتبع الدولة المفترضة الغائبة والحكومة لا تتحرج في الإجهار بعدم علمها والوقوف موقف المتفرج منها عشرات الشهداء سقطوا في عاصمة الجنوب ومدنه المختلفة وفرق الاغتيال للقادة العسكريين الجنوبين ممن ناصروا سلطات الاحتلال في صيف 1994م والحبل على الجرار ومازالوا يتحدثوا عن مؤتمر للحوار الوطني.
5- الا ترى بان القضية الجنوبية اصبحت تحتل المرتبة الاولى للقيادات فى الشمال وخاصة فى ظل تلاحم جميع الاطياف والتيارات بعد الثورة ؟
القضية الجنوبية هي جحر الرحى وقد فرضت نفسها على الواقع السياسي برمته ولا احد يستطيع تجاهلها. الثورة في الجنوب بدأت مباشرة بعد إعلان الوحدة حيث بدأ الجنوبي مشوار المعاناة وبدأت يتشكل رفض شعبي جنوبي للواقع الغريب الموسوم بالفوضى والتخلف وبعد اجتياح القوات اليمنية للجنوب زادت المعاناة وزادت المقاومة الجنوبية. بدأت الثورة في الجنوب تعبر عن نفسها بأشكال مختلفة ومتفرقة حتى اكتمل الحشد وتبلورت الرؤية السياسية لدى الشارع الجنوبي فانطلقت ثورة سلمية شاملة ومتصاعدة مذ 2007م وكان لها الفضل في إنهاك النظام القبلي واشغال الثورة في اليمن الأسفل الشافعي في مناطق تعز وإب والحديدة في 2011 ورغم خروج صالح الشكلي من السلطة وانكفاء ثورة التغيير في اليمن فمازالت الثورة في الجنوب تأخذ منحى تصاعدي وتعيد ترتيب اوراقها داخليا وخارجيا حتى اثبتت انها عصية ولا يمكن تجاوزها أو التنازل عن مطالبها في استعادة الدولة الجنوبية وفك الارتباط والتحرر من قبضة قوات الاحتلال اليمني التي تبسط هيمنتها على الجنوب.
هكذا نسمع من قبل كثير من القوى السياسية في اليمن بأن قضية الجنوب اصبحت اولوية قصوى لكننا لم نسمع صوت ينادي بالتعاطي مع إرادة شعب بإيجابية واحترام ولم نسمع إدانات للقتل اليومي الذي تمارسه مليشيات القبائل وحزب الإصلاح بل وهناك محاولات للتعتيم على ما يجري وخلط الأوراق بمحاولة ربط الثورة في الجنوب بالعنف والتحالف مع القاعدة وانصار الشريعة رغم يقينهم ان ذلك ليس صحيحا. هناك صراع مرير بين القوى السياسية في اليمن حول من يريد ان يعتذر ومن يعارض حتى الاعتذار لشعب الجنوب ولا حديث عن وقف مسلسل النهب والسلب والقتل. في الحقيقة نحن نفهم معنى الاعتذار ان تتم إعادة حقوق الجنوبيين السياسية والقانونية والممتلكات وغيرها كاملة وان يتم وقف سياسية التجويع والتعذيب الجماعي حيث اضحت المجاعة تنهش في جسد الجنوب رغم انه يرفد الدولة ب 85 بالمائة من الميزانية ونحن ندفع الضرائب الباهظة "كجزية" والمناطق الزيدية معفية من الضرائب بحكم القانون ومازالوا يتحدثون عن الوحدة.
6- من وجهة نظركم من موقف المجتمع الدولى والاقليمى من القضية الجنوبية ؟
المجتمع الدولي لايمكن وصفه بانه ضد الوحدة او معها فهم فقط مع مصالحهم ومن يحقق لهم مصالحهم سيقفوا إلى جانبه. من خلال نشاطنا الخارجي على مدى اكثر من سبع سنوات متواصلة استطيع اجزم بان هناك تغييرات كبيرة في تقديرهم للأوضاع في اليمن والجنوب. في الأول كانوا يخشون من حدوث اضطرابات تهدد مصالهم الحيوية في المنطقة لكنهم اليوم صاروا يشيرون إلى استحالة وجود تسوية سياسية كالتي تجري ألان.. صاروا على قناعة بأن الجنوب شعبا قد حسم أمره في النضال باي ثمن لتحقيق فك الارتباط وان أي محاولة لتجاوز هذه الإرادة الشعبية لن يجلب سوى مزيدا من الاضطرابات والانهيار. لقد تلقينا نصائح من مختلف الأطراف الدولية بتوحيد جهودنا والعمل تحت مظلة جنوبية موحدة حتى يستجيب لمطالبنا المجتمع الدولي وكلما اقتربنا من تحقيق وحدة أداة الثورة الجنوبية كلما تعاطى معنا المجتمع الدولي بإيجابية اكثر. لدينا صعوبات لا ننكرها للوصول إلى هدفنا الضروري فنحن نصارع نظام الاحتلال اليمني بكل مقدراته ونئن من ثقل تركة النظام الشمولي الجنوبي بشخوصه المشبعين بثقافة الإقصاء والوصاية فهي تشتت ولاتجمع ضف إلى اننا نرزح تحت الحصار السياسي والمالي والإعلامي فأيدي اخوتنا في العروبة والدين مغلولة وربما ستمتد لكن كعادة العرب بعد فوات الاوان فالقوى الإقليمية والدولية تدرك اهمية الجنوب الاستراتيجية وتتسابق عليه. كما ان عملية بناء مواطن ارتكاز ونفوذ لهم تجري بشكل حثيث تحت سمع وبصر الكل وسيدفع الثمن جميع اهل المنطقة ومصر في المقام الأول.. اللهم انا بلغنا اللهم فاشهد. كل هذا سيزيد من معاناة شعبنا في الجنوب وسيطيل من أمد الأزمة لكن الثورة حتما ستصل إلى مبتغاها في نهاية المطاف لآنها تملك كل مقومات الحياة والنصر.
7- وما رؤيتكم لحلها في ظل هذه الأزمة الراهنة؟
طرحنا في وقت مبكر نحن في التجمع الديمقراطي الجنوبي"تاج" عام 2004م رؤية مبكرة اثبتت صحتها اليوم ان الوحدة قد فشلت وتحولت إلى احتلال. وأن التناقضات الاجتماعية والثقافية بين شعبي اليمن والجنوب صارخة .. بين مجتمع اعتاد لفترة طويلة على الحياة المدنية والنظام والقانون وبين مجتمع لازالت قيم التخلف والفوضى هي السائدة فيه فمن لا يسرق او ينهب في اليمن لا يعتبر مكتمل الرجولة لدى من حوله. لقد نشأت قناعات عارمة لدى الشارع الجنوبي باستحالة التعايش مع كل ممارسات سلطات الاحتلال اليمني ولا احد وراء ذلك سوى المعاناة والرفض للذل والمهانة وفي نفس الوقت لا احد يستطيع ان يتجاوز هذا الوضع او يخلق قناعات مختلفة لدى الجنوبيين بالوعود والاكاذيب, فما بالنا إذا كان النهب والظلم يزداد وطأة يوما عن يوم والواقع يؤكد استحالة حدوث تغيير في عقلية المجتمع اليمني والنخب اليمنية نحو الجنوب. كما ان الوحدة ليست صنما وليست من اركان الإسلام كما افتى بها من يسمون انفسهم رابطة علماء اليمن ( ربما يقصدوا علماء السلطة) فما هو مقدس هو الحق والعرض كما تعلمنا من ديننا الإسلامي الحنيف. والوحدة لا يجب ان تتم بالقوة, لأنها تتحول إلى احتلال وظلم وهو شيء مخالف للشرع والدين فالوحدة التي تجلب الضرر لا يجب التمسك بها. بالطبع نحن وحدويين وسعينا للوحدة لكن ليس كل من يحلم بالوحدة يستطيع تحقيقها فالوحدة اليمنية قامت بشكل عشوائي وفوضوي اقامها الحزبان الشموليان الحاكمان في اليمن والجنوب تجاهلا بشكل كامل كل الظروف الموضوعية والذاتية فارتكبا جريمة لا تغتفر بحق الوحدة وبحق شعبينا في الجنوب واليمن والآمة العربية لمصالح شخصية وحزبية انانية ضيقة. لم يعد لدينا من خيار سوى ان يتم تلبية مطالب شعب الجنوب وتطلعاته في التحرر والانعتاق ونعيش في جوار ووئام حتى يحين الوقت وتنضح الظروف لتحقيق وحدة شعوب المنطقة في الجزيرة والخليج والأمة العربية باسرها. نرفض الواقع الموجود الذي لا يمت للوحدة بصلة فلابد من الحديث بواقعية عن الوحدة دون مغالطة فلن نقبل ان نستعبد باسم الوحدة وباسم العروبة.
8- ما رايك فى خطاب صالح فى الذكرى ال33 لحزب المؤتمر الشعبى ؟
صالح في خطابة الأخير اراد ان يقول انه موجود ويذكر البعض الذي ربما ظن انه قد غادر المسرح السياسي ولا اظنه يفعل ذلك لمجرد انه قوي وهو بالفعل كذلك لكن خيوط اللعبة الدولية تشير إلى ان صالح مازال احد اوراق هذه اللعبة واتوقع ان اللعبة تتعدى حدود الجنوب واليمن فعملية تعميق الأزمة والمراوحة في اتخاذ أي شيء جدي لحلها تشير الى ان القوى الدولية تخطط لرسم ملامح جديدة للمنطقة بأسرها ولا اتحدث هنا عن وضع اليد على ثرواتها فهذا أمر مفروغ منه بل اقصد إعادة تشكيلها جغرافيا.
9- برأيك ما هو الهدف من ارسال بعثات اممية متكررة وخاصة فى ظل تدهور الازمة اليمنية؟وهل انصفت القضية الجنوبية؟
"نسمع جعجعة ولا نرى طحين"يبدو ان الأزمة اليمنية ليست من اولويات القوى الدولية المتنفذة كليبيا وسوريا وهي لم تصل إلى المرحلة المطلوبة التي ستكون مؤاتيه لوضع الحلول والتصورات التي يخططون لها سمعنا عن مبادرة خليجية ونسمع عن جولات مكوكية ل جمال بن عمر لكن كل هذا لم يمكنهم حتى من فك الحصار المطبق حول منزل رئيس حكومة الوفاق ولا نتحدث عن المتاريس والمفارز التي تجزئ العاصمة صنعاء. بالنسبة للقضية الجنوبية اثيرت بقوة هنا وهناك لكن لم يحن الوقت لوضع حل واقعي لمعالجة القضية الجنوبية رغم تعاطف الكثيرين معنا. مازالت ورقة المبادرة الخليجية المحروقة تستخدم للعب بالوقت وحتى يبادر المجتمع الدولي والإقليمي بتقديم العون لثورة الجنوب للنهوض وتوحيد اداتها فلم ترفع القيود عنا بعد حتى نتحرك بحرية وبفعالية.
10- ما سر الخلاف بين القيادات الجنوبية في الداخل والخارج ؟وهل يرجع ذلك الى ان كل طرف يريد تمثيل الجنوب ؟
"فتشوا عن الاشتراكي" ..عن نفس القيادات التي بلي بها الجنوب مذ عام 1967م تتصارع من حينها وحتى اليوم اللهم تتبدل المبررات والحجج. خلفت صراعاتهم اثار سلبية على الثورة واعاقوا تقدمها. لديهم المال الذي ورثوه من دولة الجنوب فاستخدموه بشكل سيء لكسب الولاءات واقصاء المعارضين. الاشتراكي يلعب دور سلبي جدا فهو في السلطة وفي المعارضة وفي الحراك الجنوب في الداخل والخارج مازال يراهن على العودة للسلطة ولو من بابها الخلفي.وحتى ان اعلن البعض منهم انهم قد غادروا الحزب الاشتراكي فإنهم مشبعين بثقافة الاشتراكي الشمولية ويقصون كل من يعارضهم ويحاولون فرض الوصاية على الثورة دون وجه حق ناهيك عن ان الكثير منهم يعمل بشكل مباشر مع سلطات الاحتلال يتلقون الدعم السخي لـلقيام بمهمة شق الحراك وتفتيته. بالطبع نظام الاحتلال اليمني لم يدخر أي جهد في العمل على زرع المخبرين وكسب البعض من ضعاف النفوس من الجنوبيين وهي معركة نخوضها مع الاحتلال بأشكال مختلفة ورغم القصور في تشكيل قيادة شعبية موحدة للثورة فإن الوعي السياسي الشعبي عال مكّنه ذلك من التحرك وافشال كثير من المؤامرات فكان لنجاح الرفض العارم بالمشاركة فيما سميت بالانتخابات التوافقية للرئيس اليمني في فبراير الماضي دلاله كبرى على وجود الزخم والحيوية التي تتمتع بها الثورة في الجنوب وهذا مكنها من الصمود بوجه العواصف ودون شك هي جديرة بأن تصنع قيادات كفوءه ونظيفة في الداخل والخارج تستطيع التعامل مع مختلف اطياف الشعب الجنوبي وتحترم إرادته دون وصاية او أقصاء.
11- ماذا يعنى مصطلح الوحدة الفيدرالية بين الشمال والجنوب فى اليمن؟وماذا بعد هذه المرحلة ؟
الوحدة الفيدرالية تعني تنازل الجنوب ارضا وشعبا وتاريخا وثروة لقبائل اليمن والقبول بالعبودية والذل والانقراض. مجتمع لا توجد فيه مؤسسات وليس في واردنا ان تقوم دولة وطنية على المدى المنظور يصبح الحديث عن الدولة الفيدرالية مجرد هراء. طبعا هنا نتحدث عن فرضيات مجرده لأن قبائل اليمن والنخب السياسية ترفض الفيدرالية و تمارس فعلا عملية تجريد الجنوبيين من حق المواطنة ولا ادل على ذلك سوى الرئيس اليمني الحالي الذي ينتمي إلى الجنوب فهو لا يملك حتى صلاحيات موظف صغير في قصر الرئاسة ومثله وزير الدفاع وعلى ذلك قس فكيف يمكن الحديث عن الفيدرالية. كيف يمكننا الحديث عن الفيدرالية بعد الفشل الذريع للوحدة الاندماجية والحروب والممارسات القمعية والاستعبادية لعقدين نشأ معها حاجز نفسي سميك ناهيك عن ان اليمن التقليدية "الجمهورية العربية اليمنية" لم تعد موحدة ولم تعد دولة قائمة فهي تتشظى وبقاءنا في إطارها لن يجلب لنا سوى الخراب. الجنوب سيكون اكثر المتضررين من هذا الانهيار فهو سيكون ساحة للمعارك بين امراء الحروب من قبائل اليمن اما اليمن" الجمهورية العربية اليمنية "فهي عبارة عن دويلات كل قبيلة لها دويلة تحافظ على اراضيها وحدودها وكل قبيلة لديها سلاحها وجيشها القبلي. لا اظن ان هناك اي بصيص أمل لنجاح أي شكل من اشكال للوحدة مع قبائل اليمن. كان الجنوب اقرب بكثير الى دول مجلس التعاون الخليجي وكان يمكن ان تبدأ خطوات معينة للانضمام إلى المجلس لكننا بكل اسف وقعنا في الجنوب ضحية للحماس القومي الذي تجاهل كل العوامل والشروط الضرورية لقيام الوحدة وكانت النتيجة سلبية إلى حد الكارثة جلبت الوبال على البلدين والشعبين في الجنوب العربي واليمن.
الوحدة في اليمن قامت على تزييف التاريخ وتعسف الواقع من قبل القوميين العرب حيث حولوا اسم بلدنا الجنوب العربي دون استفتاء شعبي إلى اسم اليمن الجنوبي وزيفوا التاريخ باننا شعب واحد عبر التاريخ مع ان اليمن هي اسم لجهة جغرافية ورقعة قامت عليها دول وقطنتها شعوب ولم نكن في يوم من الايام شعب موحد او دولة واحدة. القوميين العرب الذين حكموا الجنوب لقرابة 23 عام قدموا فيه اسوا نماذج الحكم فحولوا ميناء عدن من ثالث ميناء في العالم إلى قرية واطلال ومزقوا النسيج الاجتماعي الجنوبي عبر الصراعات التدميرية التي كانت تصنع في قمة السلطة ويتم نشرها بين المناطق وكانت الجنوب في حالة عداء مع محيطها الإقليمي ومع الأمة العربية بشكل عام رغم ان الجنوب ورث دولة من بريطانيا ومؤسسات ونظام مالي وإداري متطور جدا لكن التطرف والفكر الشمولي الإقصائي جلب لنا كل هذه الويلات بما في ذلك تدمير النسيج الاجتماعي والروابط الأخوية مع شعب اليمن. بعد كل هذه المعاناة وبعد كل هذه التجارب المريرة ادركنا بشكل جيد ان الحماس لن يحقق الأمنيات وان علينا نكون واقعين ولن نقبل ان نكون سوق للشعارات من أي نوع كان قومية او يسارية أو تدعي الإسلام مهما كانت المبررات, نحن نبحث عن الخبز والكرامة قبل كل شئ.
12- كيف تقيمون وضع الحركة الاحتجاجية الجنوبية حتى الآن والى أي مستوى قد وصلت ؟
الثورة السلمية في الجنوب تجذرت وتأصلت حتى صارت اقوى من ان يتم تجاوزها او حرفها. صحيح انها لم تنجز حتى الآن عملية توحيد أداتها القيادية لكن الوعي السياسي بأهمية ذلك جعل الكل على قناعة بالقبول بالأخر وفتح باب الحوار دون تخوين او أقصاء. عدم وجود المال بأيدي الثورة ايضا اعاق تحركهم نحو تحقيق هذا الهدف بعيدا عن الولاءات والتبعية ولكن ذلك لم يمنع من التحرك في تصعيد الانتفاضات والمظاهرات واسقاط المشاريع التي تسعى ليمننة الجنوب. هناك حوارات جادة تجري في هذا الاتجاه ولاشك ان العوامل الإقليمية والدولية لعبت دورا سلبيا حتى اللحظة ونأمل تجاوزها. كما ذكرت قناعاتنا راسخة بان المسألة مسألة وقت ليس إلا.
13- وكيف السبيل إلى وحدة قوى الثورة الجنوبية ؟ وماهو الإطار العام لهذه الوحدة التي تأمل؟
طرحت كثير من المبادرات التي تدعو لعقد مؤتمر وطني جنوبي يضم كل اشكال الطيف الجنوبي تحضر له وتشارك في جميع مراحلة على قدم المساواة ومن ثم نحتكم لقواعد العمل الجبهوي. دون شك الكل يجمع ان من يقرر شكل المستقبل في الأول والأخير هو شعب الجنوب ولا يمكن تجاوزه.
لن نجعل الاختلافات في هذه المرحلة عائقا امام تقدمنا فلسنا في مرحلة تقاسم السلطة بل نحن في مرحلة تحرير الوطن من الاحتلال القبلي اليمني ومن الضروري التعاطي المرن مع بعضنا على قاعدة الثوابت والخيارات التي يقرها شعبنا.
تدار حوارات بين عدد من الأطراف الجنوبيين لتحقيق هذا الغرض تشترك فيه شخصيات اجتماعية ووطنية مستقلة بعيدا عن الإقصاء والوصاية او التوريث ولاسبيل غير هذا وأكاد اجزم ان الشارع الجنوبي استقلالي بنسبة 95 % وحتى الذين لايرفعون شعار الاستقلال باتوا على قناعة بأن كل الأبواب موصدة مع الأحزاب والنخب السياسية اليمنية حول امكانية تعاطيهم الإيجابي مع الجنوب بعيدا عن ثقافة الضم والإلحاق ناهيك عن الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تحول دون تحقيق أي شكل من اشكال الوحدة بين الجنوب العربي واليمن.
14- ما هو موقفكم من مؤتمر الحوار الوطني القادم ؟وهل ستشاركون فيه؟ولماذا؟
نعتبره شأن خاص بإخواننا في اليمن فهو إحدى مخرجات المبادرة الخليجية التي جاءت اصلا للتوفيق بين طرفي النزاع في سلطات صنعاء بمعنى ادق المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار المتفرع منها تم تفصيلهما لوقف الصراع المسلح الذي انفجر داخل اطار قبيلة حاشد التي تتحكم بكل مقاليد السلطة والثروة وتمتلك ميليشياتها الموالية لها.
الحوار عملية سياسية نسعى لها خاصة وان ثورتنا سلمية لكن ليس الحوار الذي تديره القبائل. الأحزاب السياسية في اليمن في حقيقة الأمر هي مجرد اقنعة للقبائل والمتنفذين القبليين فالجنوب ليس قبيلة وليس لدينا مشكلة قبلية . نقبل الحوار الندي بين طرفين :اليمن والجنوب , تحت اشراف إقليمي ودولي على ان يختار شعبنا في الجنوب ممثلي للحوار بكل حرية وان يمارس شعب الجنوب حقة في تقرير مصيره دون وصاية من حزب او مجموعة كما فعلوا به عام 1990م.
15- ما تعليقكم على التصفية التي ترتكب ضد أبناء الجنوب في ظل صمت المجتمع الدولي والاقليمى ؟
هذه هي الوحدة التي يتحدثون عنها وهذه هي مقدمات حوارهم الوطني. عندما يتم غض الطرف عن جرائم أبادة يتعرض لها شعب بأكمله فهذه جريمة ضد الإنسانية والقانون الدولي على حد سواء فإلى جانب حملات القتل اليومي ايضا هناك سياسية تجويع وافقار, فمقالب القمامة صارت مصدر غذاء لأعداد غير قليلة ولا نتحدث عن قطع الماء والكهرباء الذي يتم بشكل مستمر يمتد لأيام في مدن درجة حرارتها كعدن تصل في الصيف إلى 46 درجة مئوية, يموت الأطفال والعجزة والمرضى بسبب قلة الخدمات.الجرائم التي ترتكب بحق شعب الجنوب اكثر من القتل بالرصاص فالحرمان من الوظائف وسد ابواب المستقبل امام شباب الجنوب وكل ممارسات الإقصاء والاستعباد دفع بالجنوبيين للهجرة كلما وجدوا الفرصة سانحة لهم. السكوت من قبل الأخوة في العروبة والدم والدين أمر غير مستصاغ وهاهي إيران تفتح ذراعيها للجنوب فابشرواايها العرب بربيع شيعي معجون بخمائر شيوعية. الجنوب لا يحتاج لحملات تبرعات لمكافحة المجاعة والعوز فهو غني جدا بثرواته النفطية والغازية والسمكية والكفاءات البشرية ومينائه العالمي ورأسماله الضخم الذي عمّر البلدان الأخرى والجنوب يملك كل مقومات الدولة المزدهرة التي ستكون بوابة العرب الجنوبية تحمي الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة والمصالح الدولية. لابد من تحرك عربي لوقف حالة الانهيار وتقديم الحلول الواقعية التي لا تتجاوز مصالح الجنوب وتطلعات شعبه في الحرية والاستقرار. في ظني أن الدول الغربية لها مصلحة في خلق بؤر توتر وحروب واضطرابات لإيجاد الذريعة للتدخل العسكري وجلب القواعد وتأمين مصالحهم وهذا هو مايجري.
16- هناك من يدعو للفيدرالية وآخر يدعو لفك الارتباط الذى يحظى بدعم الشارع الجنوبي أين انتم من ذلك ؟
نحن في التجمع الدمقراطي الجنوبي "تاج" اول حزب سياسي جنوبي اعلن في 2004 م دعينا لاستعادة الدولة الجنوبية المستقلة بهويتها الجنوبية العربية الأصيلة ثم أنطلق الحراك الشعبي الجنوبي في عام 2007م واجزم ان الشارع ومكوناته الجماهيرية والسياسية استقلالية بامتياز, اما مشروع الفيدرالية فينحصر بين بعض النخب السياسية التي ترتبط بالأحزاب اليمنية فلا يحظى بأي تأييد شعبي بل ان دعاة الفيدرالية تراجعوا ايضا وصاروا يدعون لاستعادة الدولة.
17- كيف يمكن التعامل مع تنظيم القاعدة؟وما خطورته على الجنوب؟
تنظيم القاعدة وفرعه انصار الشريعة هما فصيلان يتبعان السلطة الحاكمة مممثلة بعلي عبدالله صالح وعلي محسن ألأحمر. تاريخ السلطة اليمنية معروف بعلاقته في القاعدة واحتضانه لها وتتداخل مع النظام بشكل كامل حيث تحصل على التسهيلات والدعم اللوجستي وفي نفس الوقت يتم استخدامهم ضد خصومهم السياسيين.
محاولة نشرها في الجنوب هي عملية مفتعلة يراد منها خلط الأوراق اولا لممارسة الإرهاب ضد الثورة في الجنوب وشعبه الأمن وثانيا لخلق الذريعة لضرب الجنوب وتدميره عبر الحملات العسكرية بحجة مكافحة الارهاب كما انهم يحاولون لصق العنف الذي تمارسه القاعدة المدعومة من السلطة بالحراك الجنوبي. اصابع امريكا ليست بعيده عن هذه اللعبة المميتة فهي تدرك بشكل كامل عن العلاقة الحميمة للقاعدة بالنظام بل وصرحوا بذلك في اكثر من مناسبة إل حد ذهابهم بان قالوا ان على عبدالله صالح لا يستطيع البقاء في الحكم بدون القاعدة.
أمريكا تخلق الذريعة لتبرر تواجدها في المنطقة ولا يخف على احد ان امريكا صارت قواتها تتحرك وتضرب في اليمن دون حتى تنسيق مع السلطات في معظم الأحيان بل واجزم ان السفير الأمريكي هو الحاكم الفعلي لصنعاء.
الجنوب بلد ينتمي إلى مدرسة تريم الحضرمية السنية المعتدلة التي ليس لها علاقة بالتطرف بشتى انواعه.مدرسة حضرموت هي التي قدمت النموذج الإسلامي الرائع والسمح للعالم وهو الذي نشاهده اليوم في ماليزيا واندنوسيا وشرق اسيا وغرب افريقيا كل هذه البلدان فتحها رجال العلم والتجار الحضارم دون خيول او سيوف. لا توجد اليوم ارضية للتطرف في الجنوب فكل هؤلاء مزروعين ومجاميع وافده من اليمن بتمويل السلطة فرأينا كيف تم تدمير محافظة ابين عندما سلمها الجيش اليمني دون قتال لمجاميع انصار الشريعة وظلت الحرب بينهما شكلية لعام كامل حتى بدأ المتطرفون يتمددون خارج محافظة ابين إلى شبوة وعدن ولحج, وعندما قاد المعارك ضدهم القائد العسكري الجنوبي عالي الكفاءة سالم قطن تمكن من طردهم وتحرير ابين منهم فاغتالته سلطات الاحتلال بدم بارد لأنه تجاوز الخطوط الحمراء فكان مطلوب منه ان يقود حرب بهلوانية لا تؤدي إلى نتيجة.
إذا ظلت الجنوب تحت هيمنة الاحتلال اليمني دون شك ستكون مرتعا للقاعدة التي تلتحم جغرافيا بالقرن الأفريقي وخاصة الصومال وتتحول إلى ساحة حشد هائلة للقاعدة تنطلق نحو دول المنطقة شمالا في مسرح عملياتها حتى الشيشان. عندما يستقل الجنوب لن يكون هناك مجالا لاستخدام ثرواته لتمويل هذه المجاميع وستفرض دولة الجنوب المعروفة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية هيمنتها على المنطقة وخاصة خليج عدن وباب المندب وسواحل بحر العرب فلا مجال لأي نشاط من هذا النوع.
18- ما رايك فى المبادرة الخليجية وهل انصفت القضية الجنوبية؟
كما اشرت المباردة الخليجية لم تأت لمعالجة القضية الجنوبية كما اشرت فهي وجدت لمعالجة مشكلة الصراع في إطار قبيلة حاشد طرفي السلطة نفسها وتم التوقيع على المبادرة من قبل طرفي الصراع فقط ولم يدع لها الجنوبيين وليسوا معنيين بها بل انها لم تتعرض لقضية الجنوب اصلا, ربما ان ذلك مقصودا وهو تمييز للقضية الجنوبية وخصوصيتها التي اخذت بعين الاعتبار.. مؤتمر الحوار الذي يعد احد مخرجات المبادرة دعى كل القوى للحوار الوطني بما في ذلك الجنوبيين. هناك إجماع جنوبي ان الحوار الذي نريده يجب ان يكون يمني جنوبي وتحت اشراف دولي وفي بلد محايد. عموما المبادرة الخليجية تعثرت ولم تستطع تحقيق الحد الأدنى مما هو مقرر لها وهاهي حكومة الوفاق تقدم استقالتها اكثر من مرة والرئيس اليمني هادي فترته الرئاسية توشك على الانتهاء دون ان ينجز شيئا اللهم انه اكد بان لاحول له ولا قوة.
19- ترددت فكرة تقسيم اليمن إلى أقاليم ما رأيكم حول هذه الفكرة ؟ وما التوقعات بشأن مستقبل اليمن بهذا الخصوص؟
فكرة الأقاليم الخمسة والثلاثة فكرة قديمة لم تعد تصلح لمعالجة الوضع الحالي المتردي. في ظرف كهذا تصبح التسوية السياسية أمر بعيد المنال داخل إطار الجمهورية العربية اليمنية فالأمر يحتاج إلى فترة زمنية ليست قصيرة لتثبيت الاستقرار ولملمة الأوصال المتشظية.الجنوب له خصوصياته الكاملة وهذا الذي يجعلنا ندعو لاستعادة دولته لنحميه من التشظي والصوملة. اليمن تاريخيا مقسم إلى يمن اعلى وتعيش فيه الطائفة الزيدية الشيعية واليمن الأسفل وتعيش فيه الطائفة الشافعية السنية وفي الجنوب كان يسمى بسلطنات ومشيخات جنوب الجزيرة العربية "الجنوب العربي" هي ارض دولة الجنوب التي نتحدث عنها وهي لها خصوصياتها وقيام فيدرالية بين اليمن الأعلى واليمن الاسفل أمر وارد اما الجنوب العربي فليس له أي ارتباط باليمن ومسألة الحديث عن الوحدة بين الدولتين امر يخضع للشروط والظروف التي تحكم العلاقات بين دول الشام ودول المغرب العربي والدول العربية الأخرى التي تتطلع جميعها للوحدة العربية لكن الأمر ليس هينا حتى نعلن وحدة اندماجية كما فعل علي سالم البيض او كما كان يدعو لها القذافي.
20- ما توقعاتكم للانتخابات المقبلة ؟ وكيف تقيّم حضورالاخوان المسلمين في الجنوب؟ وما هي توقعاتك بشأن الصراع بين الإسلاميين وباقي القوى ألاخرى؟
الحركة الاسلامية في الجنوبي هي جزء اصيل من نسيج الجنوب الاجتماعي والثقافي والديني. ينضوي في إطار مكونات الثورة الجنوبية عدد غير قليل من الإسلامين الجنوبيين وقد تشكلت مؤخرا هيئة علماء الدين الجنوبيين الذي كان لها موقف مشرف ووطني حيث قارعوا الحجة بالحجة عندما افتت هيئة علماء اليمن بان الوحدة من اركان الإسلام وأن الخروج عليها خروج عن الإسلام فردوا عليهم بان الوحدة القائمة ليس وحدة ولاتشبهها وليس لها أي اساس شرعي بل وأن المطالبة بالحق أمر يقره الشرع والدين. حزب الإصلاح الذي يقوده الزعيم القبلي حميد الأحمر ورجل الدين الزنداني هو توليفة تجمع بين النفوذ القبلي والعسكري وارث حركة الإخوان المسلمين, جميعهم ليس لهم وجود في الجنوب وقد وفدوا مع اعلان الوحدة وبعد اجتياح الجنوب عسكريا في صيف 1994م وقد اثبتت الايام ان حزب الإصلاح لا يحض بشعبية جيدة في الجنوب رغم إمكانياتهم الهائلة ولنا ان نتمعن فيما جرى بعد قيام ثورة التغيير في اليمن الاسفل التي قادها ومولها حزب الإصلاح حاول ان يتمدد بثورته ساحات الجنوب لكنه فشل في ان يفعل وظل محصورا في زاوية صغيرة نصبت عليها خيمة بمواصفات الخمسة نجوم وبعد ان فشلوا في مخططهم لاحتواء الحراك الجنوبي لجأوا إلى العنف واستخدام السلاح قتلوا وخطفوا اناس ابرياء وحدثت مصادمات عديدة بينهم وبين شباب الحراك واكدتها ايضا انتخابات الرئاسة في فبراير الماضي التي حشد لها حزب الإصلاح والاشتراكي والمؤتمر الشعبي وبقية الاحزاب اليمنية وفشلوا في اقناع الجنوبيين للمشاركة وهذا يؤكد على ضآلة شعبيتهم وحجمهم في الجنوب.
طبعا إذا تحدثنا عن انتخابات في ظروف كالتي نعرفها فلا يصعب علينا التكهن بنتائجها دون الاستعانة باي مؤسسات علمية تستقصي الرأي فاليمنيين "اذكياء بالفطرة ولا يحتاجون للعلم والخبراء" وستجدوا الإجابة الدقيقة عند رجل الشارع العادي لأنها معروفة سلفا مرة اخرى. الجنوب لن يشارك في أي انتخابات يمنية وهو استفتاء واضح لرفضنا للإحتلال أما إذا كان القصد من السئوال هو عن أي انتخابات جنوبية بعد أن ننال استقلالنا بالطبع للإسلامين الوطنيين الجنوبيين مكانة كبيرة ولائقة تتناسب والدور الهام المطلوب منهم. نحن مجتمع مسلم معتدل وللدين مكانة كبيرة في حياتنا جميعا فلن يتكرر مافعله الماركسيون ولن يجد المتطرفون مكانا لهم بيننا وهذا ليس وعدا أو تنبؤ بل ان الإسلامين الوطنيين يحتلون مكانة متميزة داخل مسيرة الحراك وقيادتها يؤدون الدور الوطني على أكمل وجه.
 
آخر تحديث الجمعة, 14 سبتمبر 2012 06:57