القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


متى نتعظ من ماضينا المأساوي . متى ؟؟!!بقلم / أحمد الربيزي صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - مقالات عامة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 25 ديسمبر 2010 02:53

بسم الله الرحمن الرحيم

               يظن البعض (اليوم) أن الجنوب هو الحديقة الخلفية لمنزله أو الضيعة التابعة لإقطاعيته وعليه أن يشكلها كيف شاء وبما يناسب أهوائه ومزاجه ومصالحه

 الإستراتيجية, وعلى  الجميع أن ينقاد وفق ما يريده هذا البعض متناسياً أن الجنوب أرض وشعب لا كما يريدها الاحتلال اليمني أرض فقط ولا كما يريدها الغير ضيعة وفيها كم من المواشي تقع ضمن أملاكه, الحقيقة أن الإنسان الحر  لابد له أن يسأل من أنا ؟؟ وماذا أكون ؟ وإلى أين أنساق؟! وما مصلحتي في  ذلك, ولماذا؟؟!! وهي الأسئلة التي تقوده إلى حقيقة وجودة وحقيقة حريته وامتلاكه زمام أمره ومنها وجدت البصيرة والتبصر فيما هو صالح لنفسه ولا يضر الآخرين وفيما هو لا يصلح لنفسه ويصلح للآخرين.

ولأن الواجب على كل سياسي جنوبي في الظروف التي يمر بها الجنوب أن يوظف كل علاقاته وارتباطاته الخارجية سواء كانت مع أشخاص أو دول لما يخدم قضية شعبه وبلده (الجنوب) وأن لا يكون مطية لمرور مشاريع وأجندة تخدم مصالح هذه الدولة أو تلك من خلال تبنيه لما يفرض عليه من أصدقائه الذين لا يهمهم  إلا ما يوافق استراتيجياتهم المرسومة على المدى القريب والبعيد, فبدلاً من أن يسخر علاقته لمصلحة تحرير الجنوب تجده يضع الحلول المنقوصة والتي لا تأخذ  مصالح شعبه  بعين الاعتبار. ومن العيب الكبير أن لا يتنبه أي سياسي جنوبي أو أي قائد جنوبي بما تحمله المشاريع المنقوصة على بلدنا المحتل من مخاطر (لا مجال لحصرها هنا) ومن أخطرها شرعنة الاحتلال وبمبررات تضمن له البقاء محتلاً لبلادنا باسم الفيدرالية أو الكنفيدرالية والكل يعرف المخططات التي أعلنها في أكثر من مناسبة رئيس الاحتلال و يزمع تنفيذها على أرضنا من بناء (مستوطنات) وتسكين أكثر من سبعة ملايين يمني في محافظات جنوبنا المحتل وخلال بضعة أعوام لولا أن الحراك الجنوبي التحرري استطاع وقفها والحد من خطورتها حالياً والتي تستهدف استبدال شعبنا بشعب آخر.

كان القرار الجنوبي لقيادات البلد منذ سبعينات القرن الماضي وإلى يوم النكسة في عام 90م تائه بين قيادات التحزب الفكري الاشتراكي (التبعي) للمنظومة الاشتراكية  وبين نزعتها الفردية التسلطية المستفحلة كإرث غرائزي عربي مكتسب (منذ تحامينا ورفعنا  قميص عثمان), هذا الفكر النظري الذي جعل قيادات الجنوب حينها  تتخبط بتخبط التأويلات التي أوغلوا في إبرازها والتغني بمحتواها الإنساني وتبني شعار المساواة والعدالة الاجتماعية في مجتمع أممي (كوني) واحد, لكن ذلك فقط من خلال الخطاب الإعلامي (التقدمي) الشمولي الذي جعلوا منه وسيلة للمزايدة على بعضهم البعض حتى صارت الوطنية حينها تقاس بما يحفظه السياسي أو المسئول الحكومي من نصوص الخطاب ومصطلحاته المستمدة من هذا الفكر الاشتراكي الماركسي, وتقاس كذلك بما يمتلكه من علاقات وارتباطات خارجية (أممية) تمكنه من البقاء في كنف دولته كسياسي أممي تقدمي يستحق البقاء في الحكم, ومن ناحية أخرى كانوا يمارسون السلطة بالنزعة الفردية التسلطية ويتمسكون بعصبية القبيلة والمنطقة كحدود يستمدوا نفوذهم منها ويرون فيها تحصيناً لبقائهم حكاماً, وفي خضم ذلك تلاشى الوطن عند حضور المنطقة لتصير البديل عنه من ناحية ومن ناحية أخرى تمدد هذا الوطن في تناقض رهيب كما هو معلن في الخطاب السياسي للدولة ليصبح ملكاً لكل تقدمي في العالم (من المناهضين للإمبريالية العالمية) وهنا كانت الفرصة المتاحة لأخوتنا القادمين من اليمن في ظل هذا التمييع للهوية الوطنية للجنوب ليسطوا على البلد ويفرضوا هويتهم ويسخروا كل مقتدرات بلادنا للدفاع عن الثورة (اليمنية) وتحقيق (الوحدة اليمنية) كهدف يأتي أهم من الدفاع عن الوطن وهويته المسلوبة والاهتمام بالتنمية وإعداد نشء وطني جنوبي جديد وتنمية مستدامة.

هذا الأمر القائم حينها كان لا يجرؤ أحد من أفراد المنظومة الحاكمة أن يتفوه بشيء مغاير له وإن فعلها فمصيره يقع ضمن التعريفات والمصطلحات التي كلنا نعرفها ونعرف نتيجتها (يمين رجعي ويسار انتهازي وغيرها) وهذا ما جعل المواطن الجنوبي يهرب إلى هويته المناطقية ليصير.. ضالعي, يافعي, بدوي, عولقي, حضرمي, لحجي  إلى آخر من هذا التمييع للهوية الوطنية للجنوب الواحدة وهو ما أفضى بطبيعة الحال إلى نكسة يناير 1986م كنتيجة حتمية لهذه التناقضات والتراكمات المكبوتة بالإضافة إلى عدم الثقة وغيرها.

عندما نستحضر التاريخ المظلم الذي مر ببلادنا فإننا لا نريد به مناكفات ضد أحد ونحن في غنى عنها بقدر ما نريد التذكير كيف استطاعت قوى الشر أن تجد لها مجالاً في ظل المزايدات من قبل حكامنا حينها على بعضهم البعض وما نخشاه أن يتكرر السيناريو في ظل التباينات الحالية.

ولعله من المؤسف حقاً لو بقي فينا قائد لا يستفيد من  التجارب والمنعطفات التي مرت بها بلادنا. كي  يمعن النظر إلى مصالح بلادنا وشعبنا وجعلها فوق كل الاعتبار واستخلاص العبر لا يتأتى من خلال استعراض العضلات السياسية في من يستطيع أن يكسب الشارع ببرنامجه أو مشروعه الذي خلص إليه كحل وحيد يراه مناسباً ومقبولاً وممكن الوصول إليه لأن الدولة العلانية تراه الحل الوحيد الذي تستطيع فرضه على الاحتلال اليمني للقبول به كحل لقضية الجنوب المحتل وهو الأمر الذي يذكرنا بما حل بنا في الماضي حين سلمنا بأن تبني خيار النهج الاشتراكي هو الأمثل وهو (الممكن) والوحيد الذي سيساعد بلادنا كي تصير دولة تقدمية ترتقي أعلى مراحل التطور وكذلك لنا في تجربة الجبهة الوطنية العريضة (موج) أنموذج آخر حين تشكلت استبشر أبناء الجنوب خيراً ولأنها ربطت مباشرة بأجندة ومصالح خارجية فقد انتفت الحاجة لوجودها مع انتهاء المصلحة الخارجية  لتخلق إحباطاً عاماً في صفوف المقاومة الجنوبية لم تنتهي آثارها إلا بعد قيام ثورة حراكنا السلمي التحرري.

دعونا في الأخير  نتساءل  لمصلحة من التسويق لمشاريع غير مشروع التحرير والاستقلال يجري الحديث عنها حالياً وهل استفدنا فعلاً من عبر ماضينا المأسوي كي لا نكررها مرة أخرى؟!!  وكيف نسخر صداقاتنا وارتباطاتنا كسياسيين بدول وجماعات لمصلحة قضيتنا العادلة؟؟ وهل استطعنا أن نقنع أصدقائنا بعدالة قضيتنا وأنه من حق شعبنا أن يقرر مصيره بنفسه دون وصاية من أحد؟؟! وهل تعلمنا بأن لا نترك الفرصة لأحد يفرض علينا حلولاً تماشي  مصالحه الإستراتيجية ولا تضع بالاً لمصالح شعبنا؟ وهل استطعنا من خلال علاقاتنا أن نطمئن الجميع أن تحرير بلادنا لا يتعارض مع مصالح الآخرين؟ وهل استطعنا أن نقنع هذه الدولة أو تلك أن المحاذير الوهمية التي وضعها النظام اليمني كبعبع ليرهب بها كل من يريد أن يقول كلمة حق في وجه الاحتلال اليمني الغاشم لبلادنا إنما هي كذبة كبرى؟؟ هذا ما يفترضه علينا واجبنا الوطني في المرحلة الراهنة بدلاً من التباري في طرح مشاريع تزاحم مشروع البرنامج السياسي الذي وقعت عليه الكثير من قيادات الحراك السلمي لتحرير الجنوب في يافع وفي ردفان

إعلامي وناشط في حقوق الإنسان