القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


المزيكة العدنية .. والحجة فطوم - بقلم: محمد أحمد البيضاني صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - مقالات عامة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الثلاثاء, 07 سبتمبر 2010 02:24

         يا حجة فطوم  المزيكة العدنية لعبت دورآ كبيرآ في مجتمع عدن ولا أحد يعرف متى بدأ الفن في عدن ،  قديم ولكن من الصعب أن نحدد الفترة ، وسوف نبدأ في المزيكة –  فرقة الآلات  النحاسية الموسيقية في اللهجة العدنية ، وبعدها "المَطاربه"

 – أي الفنانيين والغناء . بدأت المزيكة العدنية في 1920  حين تشكل جيش محمية عدن ، وبعدها بفترة الحرس الوطني ، وآرم بوليس – البوليس المسلح  وقوة بوليس عدن . كانت هناك فرق نحاسية  لتلك القوات  وكانت هذه الفرق النحاسية تشترك في المناسبات الدينية والوطنية  إضافة إلى الفرقة النحاسية للجيش البريطاني في عدن و في حفلات الزواج كانت هذه الفرق تحضر إلى حفلات الزواج لتشارك في الفرح مجانآ هدية للناس . قالت الحجة فطوم بمرارة واليوم يا محمد نشرت الصحف إن الحكومة اليمنية صرفت 5 ملايين دولار ما يعادل مليار وربع المليار ريال يمني لإيستيراد 25 كلب حراسة لأصحاب لعب الكُبه – أي كرة القدم ، الله يجعل لهم الكُبه ، يلعبوا بفلوس الشعب ، كان يكفي إيستيراد 5000 – خمسة ألف باكوره ( عصا عدني) من الصومال وإعطائها لرجال الأمن للمحافظة على الأمن ، البواكير أحسن وأرخص من الكلاب وثانيآ إنعاش الإقتصاد في الصومال الشقيق. ضاع الحياء من الوجوه.
قالت الحجة فطوم .. أصبر يا محمد با أعمر ماي فرست بوري  وبا أجيب لك شاهي . قلت لها في العشرينيات كان هناك فنانيين في عدن شاركوا في النهضة الفنية وكان يطلق عليهم "المطاربه" – أي أهل الطرب كانوا يشتركوا في مخادر الزواج أو الحفلات الشخصية و إنتشارهم محدود . منتصف العشرينيات دخلت الأسطوانات الحجرية إلى عدن . قام طه مستر حمود في إنشاء شركة لطباعة الأسطوانات ، شارك هذا العدني العريق في نهضة الفن وأدخل بعدها السينما إلى عدن . هناك عدة شركات لبيع الأسطوانات مثل التاج العدني ، طه فون ، عزعزي فون ، وشركات أخرى لبيت عقبه ، وبيت الصافي ، وبيت عيدروس الحامد الذين ضربوا دور مهم في نشر الثقافة والفنون الراقية في عدن . ومن الفنانيين الأوائل الشيخ إبراهيم محمد الماس ، عمر محفوظ غابه ، أحمد عبيد قعطبي ، عوض عبدالله المسلمي ، القمندان ، عبده عجين ، صالح العنتري. بعد فترة جاء عبدالله هادي سبيت ، فضل محمد اللحجي ، خليل محمد خليل ، محمد جمعة خان ، المحضار و أبوبكر التوي .
يا حجة فطوم .. في الفترة التي ذُكرت - الشيخ الفنان العبقري إبراهيم محمد الماس  والفنان العظيم الأمير القمندان حملوا لواء الأغنية واللحجية وساهموا في تطوير الأغنية وإخراجها من الإسفاف إلى فن راقي . ويُعتبر الشيخ إبراهيم الماس من غنى الأغاني الراقية وأدخل الشعر العربي الفصيح إلى دنيا الغناء العدني وحمل لواء الغناء العدني الراقي, بعدها بفترة لعب خليل محمد خليل ومحمد جمعة خان نفس الدور وظهرت إلى الوجود الأغنية الراقية. في الخمسينيات ومن مدرسة بازرعة الخيرية ومن فرقتها النحاسية الموسيقية أنطلق الفن العدني الحديث . الأستاذ المعلم الشيخ الفنان يحي محمد مكي هذا الرجل التاريخي من حارة القاضي عَلم أولاد عدن الفن ومن هذه الخطوة بدأ الغناء العدني ، كان تلاميذ الفرقة : أحمد قاسم ، محمد عبده زيدي ، نديم عوض ، أحمد شعوا وعلي جوليد . ثم جاءت فترة أبوبكر سالم بلفقيه ، سالم بامدهف ، أبوبكر فارع ، ياسين فارع ، حسين و علي وحسن فقيه ، محمد عبده سعد ، أبوبكر سكاريب ، فتحية فقيه (الصغيرة)، صباح منصر ، نبيه عزيم ، أم الخير عجمي ، رجاء با سودان . وكانت هناك فترة هامة في الشيخ عثمان برزت الموهبة الكبيرة الأستاذ الفنان الكبير محمد مرشد ناجي ، ومحمد سعد عبداللة. قالت الحجة فطوم أصبربا أجيب لك لبنيه مع الفروت.
يا حجة فطوم .. في منتصف الخمسينيات لعب الفنان الكبير أحمد قاسم، والفنان الكبير محمد مرشد ناجي، لعبوا أهم الأدوار في صنع الأغنية في بلادنا. أحمد قاسم تتلمذ علي يد شيخ الفنانيين في عدن الموسيقار يحيي محمد مكي ، أجاد أحمد قاسم في البداية العزف على أجمل وأصعب آله موسيقية نحاسية – آلة التُرمبيت ، كان أحمد يجيد العزف عليها وفي أحد الأيام وفي زيارتي لأحمد قاسم الواقع بيته في حارتنا –حارة القاضي وطلبت من أحمد قاسم طلب غريب ، قالت له: يا أحمد أريد أن أسمع منك تعزف بالتُرمبت الأغنية الشهيرة العالمية التي أكتسبت شهرة عالمية عبر الأجيال لملك التُرمبت و الجاز الأميركي الأسمر لويس آرمسترونج .. أغنية  "What a wonderful world"- أي "يا له من عالم جميل" . أخرج أحمد التُرمبت من الدولاب بعد أن نام هناك سنيين  ومسح  عنه غبار السنيين ، عزف أحمد الأغنية بطريقة جميلة  والغريب أنه غنى الأغنية بدرجة تبعث إلى الدهشة والإعجاب إنها عبقرية هذا الموسيقار العدني الخالد ، وقال لي : يا محمد إن هذا اللحن الخالد .. لحن بسيط ولكن عبقرية آرمسترونج التي أستطاعت أن تسكب الروح والعاطفة  في أعماق هذا اللحن فكتب له الخلود وغناه الناس حول العالم بكل اللغات وما زالت هذه الأغنية ترافق الأجيال.
ثم قال يرحمه الرحمن الرحيم . " يا محمد في العالم العربي جاء من المجهول الفنان القدير التاريخي محمد الموجي .. جاء الموجي بلحن "صافيني مره" وأستعمل التُرمبت لأول مره في الأغنية العربية ، في هذه الأغنية قاد نغم التُرمبت اللحن .. كان لحن بسيط عميق دخل إلى قلوب الناس و سبب شهرة الموجي وعبد الحليم ، وستبقى أغنية "صافيني مره" أجمل وأعظم لحن وأغنية .. يا محمد إنه الوحي والإلهام الفني الذي يتفجر من أعماق الإنسان الفنان دون أي توقيت ومتى وكيف ! ".  بعد سنيين تذكرت هذا الموضوع وندمت أشد الندم إنني لم أسجل لأحمد قاسم أغنية لويس آرمسترونج .. "يا له من عالم جميل" .. لو سجلتها لكانت تحفة تاريخية خالدة لا تأتي بها الأيام مرة أخرى. أبتسمت الحجة فطوم إبتسامة جميلة وقالت فعلآ كان عالم جميل .. في بلادنا الجميلة عدن .. وستبقى هذه الذكرى الجميلة في قلب كل عدني وعدنية إلى الأبد.
يا حجة فطوم.. سوف أذكر هنا لمحة تاريخية عايشتها في طفولتي ولم يسجلها أحد ممن كتبوا تاريخ أحمد قاسم ،ولا يعرفها إلا عيال حارة القاضي ، هو إن أحمد نشأ يتيم الأب وكانت أمه السيدة الفاضلة خالتنا الحجة سَلام تعلم القرآن الكريم لعيال حارة القاضي ، وكانت رحمها الله تملك صوتآ جميلآ في ترتيل القرآن ، أخد أحمد قاسم منها عذوبة الصوت بالوراثة وتشبعت نفسه الرقيقة الفنية بروعة جمال الصوت ، فصاغ النغم مع الصوت لتُولد الأغنية الرائعة. ذهب أحمد قاسم إلى القاهرة للدراسة العليا للموسيقى ، وهو أول فنان يُرسل لدراسة الموسيقى ، وكانت خبرته في عزف آلة الترومبت والعود هي التي مهدت له الطريق نحو النجاح. أحمد قاسم أضاف إلى الموسيقي العدنية أبعاد أكاديمية موسيقية فتشبع فنه بالعلم الموسيقي. ومن الغريب و العبقرية أن يلحن احمد قاسم قصيدة  "عذبيني" رائعة الشاعر العدني الجنوبي العربي الكبير محمد عبده غانم ، كانت القصيدة رائعة من الروائع وصاغ لها أحمد قاسم أعظم ألحانه والأعجب في الأمر كيف أستطاع أحمد قاسم أن يلحن هذا اللحن الخالد في مقتبل عمره الفني .. هنا تكمن العبقرية الفنية .. هذه أعجوبة خالدة سوف تتناقلها الأجيال ، أنها أعظم ألحان أحمد قاسم .
يا حجة فطوم .. من منطقة الشيخ عثمان وفي بساتينها الجميلة التي أحببناها، جاء الفنان العظيم محمد مرشد ناجي يخطو إلى عالم الفن في ألحان كُتب لها الخلود. الفنان المرشدي كان يحمل عقلية المثقف ، فنان وقارئ من الدرجة الأولى ، المرشد لم يدرس الموسيقى وأعتمد على الموهبة العظيمة التي صقلتها الثقافة الأدبية .. فأختار أعظم القصائد حديثآ وقديمآ ، ونبغ أيضا في كتابة تاريخ الفن في بلادنا ، شارك في الحركة الوطنية كسياسي. من روائعه التي كتب لها لخلود قصيدة الشاعر العدني الجنوبي العربي الكبير محمد سعيد جراده ابن الشيخ عثمان – في قصيدته  "هي وقفة" ، إنها من أعظم القصائد التي كتبها الشاعر جراده وقد أستقبلت الناس بكل إعجاب هذه القصيدة.
يا حجة فطوم .. قد يستغرب الجميع إن لحن "هي وقفة" هو أول لحن يلحنه المرشد ، وقد تأكدت ذلك من المرشد شخصيآ ، بهذا اللحن الخالد يكون المرشدي قد دخل تاريخ الخلود الفني في بلادنا ، وأجزم القول إنها أعظم أغنية لحنها وغناها المرشدي العبقري . كانت روعة الكلمات تصور بكل عاطفة تلك الوقفة العاطفية - ويقف التاريخ بكل فخر يشير لهذا العمل الفني الخلاق. يا حجة فطوم ، كنت معجب بهذه القصيدة وأحفظها عن ظهر قلب لمدة 40 سنة من عمري ، كيف لم أنتبه لروعة وغرابة هذا البيت في القصيدة. قال لي صديق إن الإمام أحمد بن حميد الدين قد قرأ هذه القصيدة وكان على علاقة شعرية مع الشاعر محمد سعيد جراده كاتب القصيدة . قالت الحجة فطوم يا محمد كان الإمام أديب وشاعر. قلت لها المعني هذا البيت الذي يقول فيه جراده : بعواطفٍ متكبرة .. ومشاعرٍ متفجرة .. وشرود وجداني الكئيب. قال الإمام أحمد كلمة خالدة: كيف تكون المشاعر متكبرة .. إن المشاعر دومآ خاضعة ذليلة ، لقد أبدع الشاعر جراده في هذا التعبير الرائد في دنيا العواطف والشعر.
قالت الحجة فطوم يا حكومة اليمن مش عيب إستيراد الكلاب في رمضان .. هذه زكاتكم للشعب الفقير - 5 ملايين دولار لشراء كلاب .. كان أحسن لكم الباكوره - الصميل في لهجتكم للحفاظ على الأمن ، على الأقل الصميل كان من تقاليدكم التراثية – أيام العُكفه .
الحجة فطوم تقول : أنتهت محازي رمضان .. عيد مبارك لأهل الوطن الجنوب العربي .. يا عيالنا لا تنسوا دماء كل طفل وطفلة وأم .. سالت دمائهم الزكية النبيلة على أرض لودر والحبيلين في شهر رمضان المبارك.. ونقول لعصابة صنعاء نحن لا ننسى دماء أهلنا .. وسنرضع أطفالنا الحليب ممزوج بالحقد والكراهية لوحدتكم التي تفرضوها بالنار والحديد .. الأيام بيننا وستعرفون نحن الناس.
محمد أحمد البيضاني         كوبنهاجن
كاتب عدني ومؤرخ سياسي

 

 

 

 

آخر تحديث الثلاثاء, 07 سبتمبر 2010 02:42