مقالات -
مقالات عامة
|
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS
|
الثلاثاء, 27 يوليو 2010 08:16 |
بعد الحرب العالمية الثانية أدركت بريطانيا أهمية القواعد العسكرية في عدن ، أصبحت عدن أكبر قاعدة عسكرية بريطانية في تاريخ المستعمرات البريطانية لما وراء البحار ،
ومركز عمليات الجيوش البريطانية في الشرق الأوسط ، فمن غرفة العمليات الإستراتيجية في مطار خورمكسر كانت هناك أجهزة سرية متطورة تراقب أي تحرك عسكري في المنطقة ، و على مدار الساعة كانت طائرات "الليتنج" و"الهوكر هنتر" المقاتلة السريعة ترابط وتتحرك في المدرجات لتنطلق في دقائق و تصد أي هجوم مباغت . من عدن كانت هذه القوة العسكرية الأسطورية تحرس الجزيرة العربية والشرق الأوسط . عام 1961 حين حاول عبدالكريم قاسم غزو أرض الكويت الشقيقة أخواننا وأهلنا ، أنطلقت القوات البريطانية من قاعد عدن لتنقد الكويت الشقيقة من الغزو الهمجي ، وقام سلاح الطيران الجوي الملكي البريطاني من قاعدة خورمكسر الجوية ، قام بأكبر عملية إنزال عسكري في الكويت ، وتعتبر هذه العملية العسكرية أكبر عملية إنزال عسكري في التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية , وأعلنت حالة الإستنفار في جيش محمية عدن البريطانية . إنها عدن خط الدفاع الأول و قلعة الجزيرة العربية . . نعم إنها قلعة الأسود . عدن .. في الحرب قلعة الأسود .. عبقرية المكان والزمان ، في السلام فهي السلام والأمان والرخاء ومحطة التجارة - طريق البخور والعطور واللبان إلى العالم ، أشتهرت قديمآ إنها مصنع العطور الفاخرة ، وأشتهرت بصناعة "البرود العدنية" التي لبسها عرب الجاهلية في الجزيرة العربية ، وتغنوا في أشعارهم بالبرود العدنية الفاخرة الغالية . ذكرت عدن في الكتب المقدسة القديمة في التوارة والإنجيل كميناء التجارة . إن بلادنا تضج بالتاريخ - اليوم يقف الناس في ذهول في حكاية بناء " صهاريج عدن " إنه أغرب لغز في التاريخ ، كيف أستطاعت عدن أن تعالج أعظم موضوع في التاريخ البشري - موضوع الماء وتخزين الماء ، بنوا الصهاريج العظيمة لحفظ الماء و الماء سر الحياة والحضارة . لا أحد حتى الآن يعرف سر الصهاريج ، ولا يوجد نقش يؤكد من قام ببنائها وفي أي عصر ، إن إكتشاف أي نقش حول صهاريج عدن سوف يقود إلى إعادة كتابة التاريخ من جديد ، بعيدآ عن أوهام الشوكاني والهمذاني الذين كتبوا التاريخ وهم يجهلوا قراءة النقوش ، وكما قال أوسكار وايلد - الفضيلة هي إعادة كتابة التاريخ . ونحن سوف نجد هذا النقش التاريخي و نعيد كتابة تاريخ بلادنا في عهد التسامح والوحدة الوطنية الجنوبية العربية .. وحدة أهلنا وبلادنا الجميلة عدن الجنوب العربي . عدن هذه الجميلة التي تنام في ساحل أبين .. ساحلنا الجميل ، هذا الساحل الذي كتب أجمل قصائد الحب والنضال .. هذا الساحل التي أبتلع الغزاة لبلادنا ، قالت جداتنا في عدن إن ساحل أبين يرحب بالصديق ويحمي الغريب و يكون قبرآ للغزاة ، إنه ساحل عدن الجنوب العربي ، إنها بلادنا أرض القبائل الشجاعة التي تعتبر عدن عاصمة لهم . ساحل أبين هذا الساحل المسحور حيث يعبق في الليل البخور والفل والكادي والحنون ، حيث يكتب الليل ألف قصيدة حب ، إن الليل في عدن له سحر غريب ، في المساء تهب النسمات الباردة من الساحل المسحور تلطف الجو وتصنع تلك الأجواء الحالمة بالعبير والفن والجمال الذي ألهم شعراء عدن .. لطفي جعفر أمان ، علي محمد لقمان ، القمندان ، محمد عبده غانم ، محسن بن أحمد مهدي العبدلي ، محمد سعيد جراده ، عبدالله هادي سبيت ، مصطفى خضر .. كتبوا قصائد الحب والنضال .. نضالنا من أجل الحرية والإستقلال .. أمة عظيمة تحت ظل الله . عدن عاصمة الجنوب العربي .. قلعة الأسود . محمد أحمد البيضاني كوبنهاجن كاتب عدني ومؤرخ سياسي masada_ 1943@ yahoo.co.uk |