القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
البيان الختامي للملتقى الوطني للتصالح والتسامح والتضامن في المكلا/حضرموت 22 مايو صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
سياسة - اللقاءات الجنوبية
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 14 يونيو 2007 13:14

صوت الجنوب /عدن نيوز/2007-06-14
البيان الختامي للملتقى الوطني للتصالح والتسامح والتضامن في محافظة حضرموت المنعقد يوم الثلاثاء 22مايو 2007م بمدينة المكلا
الدكتور باربيد يلقي البيان الختامي
بسم الله الرحمن الرحيم

بعد سلسلة من اللقاءات التحضيرية المباركة شهدتها عدد مــــــــن مدن ومديريات حضرموت طوال الأشهر الماضية ، ترافقت بإعداد ومناقشة مشروع الوثيقــــــــــة الوطنية حول التصالح والتسامح والتضامـــن المقدمة لهذا الملتقى ، انعقدت يومنا هذا الثلاثاء 22مايو 2007م بمدينة المكلا الحالمة بالخلاص ، حاضرة محافــــظة حضـــــرموت ، جلسات الملتقى الوطني للتصالح والتسامح والتضامن في محافظة حضرموت تحـــت شعار (( الديمقراطية خيارنا والتصالح والتسامح والتضامن بين ضحايا الاستبداد نهجنا والنضال السلمي سلاحنا لاستعادة الحقوق المنهوبة والتوازن الوطني المفقود )) .
أفتتحت جلسات الملتقى بآي مـــن الذكر الحكيم ثم أستمع المشاركون إلى الكلمة الافتتاحية الضافية للملتقى ألقاها الأخ /المناضل حسن احمد باعــــــــوم رئيس اللجنة التحضيرية ثم تلى ذلك الاستماع إلى كلمات ممثلين عــــــــــــن وفود محافظات عدن ، أبين ، لحج ، شبوة ، الضالع والمهرة المشاركة في الملتقى .. ثم قرأت الوثيقة الوطنية المقدمة للملتقى والتي تــــــــم إقرارها بعد مناقشات جادة شفهية وكتابية .. ثم تم الاستماع لهذا البيان الختامي والذي أقر بعد مناقشات ضافية ..
وقد تخلل فقرات جلسات اللقاء الاستماع إلى عــــــدد من القصائد الشعرية الشعبية المعبرة عــــــن واقع المعاناة والاضطهاد والتهميش التي يعيشها الجنوب وأهله في مختلف مناطقه ومحافظاته منذ أبريل 1994م فـي ضوء نتائج الحرب الظالمة التي شكلت انقلابا على الوحدة السلمية الطوعية .
لقد ترافق انعقاد الملتقى بعدد مـــــن المظاهرات والتجمعات السلمية التضامنية مع الملتقى وانعقاده في عـــــــدد من المحافظات والمناطق الجنوبية كالضالع وشبوة ولودر ومودية والوضيع والتي على الرغم من طابعها السلمي الواضــح لم تتورع السلطات الغاشمة ، المرعوبة من الصوت الجهـــــور لأبناء الجنوب الموحدين أن شاء الله ، عن مجابهة هـــــــــــــــــذه التحركات الحضارية بالتعسفات والملاحقات والاعتقالات وقد بلغت هذه السلطات من الصلف حد استخدام الرصاص الحي فــــي وجه المسالمين في محاولة يائسة لإرعاب المناضلين والمواطنين ..
كما تلقى الملتقى عددا من الرسائل التضامنية وبــــرقيات التحايا والتأييد من عدد من أبناء شعبنا ومنظماته في الداخل والخارج .
لقد أجمع المشاركون في الملتقى والرسائل والتدخلات الواصلة إليه على عدد من القضايا والأفكار المحورية تمثلت أبرزها في :
أولاََ:
يعلن الملتقى عن تضامنه الكامل مع جميع التحركات الشعبية التي أخذت تشهدها العديد من مناطق الوطن ومعظـــــــــم محافظات الجنوب والتي تجسدت في المسيرات وفي الاعتصامات السلمية والاضرابات وتشكيل الجمعيات المستقلة الخاصة وهو ما يجسد شروع المواطنين فـــــــي المبادرة بتنظيم أنفسهم وتحركاتهم وتنظيم التضامن الفعال فيما بينهم للمطالبة بحقوقهم وحمـاية حاضرهم ومستقبلهم .
وفي ذات الوقت يستنكر ويــدين الملتقى الممارسات القمعية التعسفية للسلطات التي تجابه بها هذه التحركات والمطالب السلمية المشروعة للحركـــــــــة الشعبية الصاعدة كالإغلاق التعسفي لمقر جمعية ردفان بعدن والتصدي بالعنــــــف للحركة السلمية كما فـــــي الضالع وغيرها .. والاعتقالات والملاحقات اللاقانونية للناشطين والمناضلين ..
وفي هذا الإطار يستنكر الملتقى ويدين بصورة خاصة إقدام السلطات في محافظة شبوة على اعتقال الأخ / ناصر صالح بن ثابت العولقي فــــــــي يومنا لا لشيء عـــــــــــدا إشهار تضامنه مع الملتقى والدفاع عن حقوق أبناء شبوة في اعتصام سلمي مشروع ويطالب هذه بإطلاق سراحه فـــــــــــورا كما يناشد الملتقى السلطات الرسمية بعدن برفع الحظر على نشاط وعمل جمعية ردفان لان مــا جرى بحقها مخالفا للنظام والقانون والدستور .
ثانيا :
اذاكان جميع افرادشعبنا يعيشون يوميا الكوابيس والنتائج المدمــــــــــــرة للفساد المستشري وسياسات الإفساد الممنهج والشامل ويعيشون التدهور المريع فــــــــــــي أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية في ظل الارتفاع الكبير والمتواصل للأسعار دون رقيب أو حسيب ويعيشون التدهور المرعب في الخدمات الصحية والتعليمية والكهرباء والمواصلات وغيرها تتلخص في انخفاض متواصل في مستوى ونوعية هذه الخدمات مقابل ارتفاع دائـــــــم في أسعارها .. وإذا كانوا جميعا يعيشون في ظــــــــــــــــــل غياب سلطة النظام والقانون واستفحال التعديات والاعتداءات والانتهاكات بحـــــــــــــــق الحق العام والخاص للمتنفذين والمسؤلين الرسميين وكل ذوي نفوذ .. إذا كان جميع أبناء شعبنا يعيشون هـــــــــــذه الرزاي والمآسي .. فان أبناء شعبنا فـــــــــي الجنوب يعيشون أوضاعا مركبة ومعقدة منذ إعلان حرب صيف 1994م وحتى الآن .. تتجسد في كل ما سبق وفــــي الاستبعاد الكلي للجنوب مــــــــــن الشراكة السياسية وتهميش أبنائه وإبعاد كفاءاته وتشريد الآلاف منهم مــــــــــــن وظائفهم في مختلف مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ، وبالذات الوظائف المهمة .. وحرمان أبناء الجنوب مـــن أي توظيف جديد تقريبا ، ويعيش أبناء الجنوب حسرة الاستيلاء على أراضيه أمام ناظريهم وبالكيلومترات للمتنفذين والأسياد الجدد في النظام القائم مـــن حديثي النعمة في ظل حرمان أبناء الجنوب من أبسط حقوقهم فـــــــــــــــــي الأرض .. ويترافق ذلك بالتدمير الممنهج للمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني على أشكالها وبانعدام المساواة فـــــي جميع القطاعات والمجالات والتي لم يسلم انعدامها حتى الشهداء والمتوفين ..
ثالثا :
لقد أسهمت جميـــــــــــع الأحزاب والمنظمات السياسية الرسمية في السلطة والمعارضة والعديد من الشخصيات الوطنية فــــي الجنوب والشمال ، وان بدرجات متفاوتة ، في صنع تخليق الأوضاع المأساوية التـــي يعيشها الجنوب منذ حرب صيف 94م وبالتالي في توليد القضية الجنوبية أو المسالة الجنوبية منذ ذلك التاريخ .... وقد تم ذلك من خلال المواقف والاصطفافات لهذه الأحزاب والمنظمات والأفراد قبيل وخلال وفي مابعد هذه الحـــــــرب التوسعية الالحاقية الظالمة .. وان تغلفت هذه المواقف والممارسات بالشعارات البراقة للحفاظ على الوحدة اليمنية .. والتي تحولــــــــــت للأسف بفعل هذه السياسات والمواقف والممارسات إلى كارثة وطنية ، وفي الذات في نظر أبناء الجنوب .. ولايمكن للكلمات المنمقة والمنافقــــة أن تغير شيئا في هذا المجال ..
إن إنقاذ الوحدة اليمنية كمشروع للأمل والتقدم والبناء لكـــــل أبناء شعبنا اليمني في جميع مناطقه وجهاته مــن الدمار الممنهج الذي تتعرض له تحت دعاوي وشعارات الوحدة والوطنية وعلى أيدي الانفصاليين الحقيقيين الــــــــــذين لاتتعدى حقيقة وحدويتهم القرية والأسرة وان تعدتها لاتخرج مطلقا عــــــن نطاق القبيلة والمنطقة ، إن ذلــــــــك يتطلب ، كمقدمة ضرورية ، عمل جميع المخلصين الحقيقيين لقضية الوحدة اليمنية كوسيلة لرفعة وعزة وتقدم الشعب اليمني ،علـــى إنقاذ الجنوب وشعبنا فيه من الأوضاع الاحتلالية التي يعيشها والعمل على حـــــــل المسالة الجنوبية التي أضحى وجودها خارجا عــــــــــــــن الإرادات الذاتية للأفراد والجماعات .. فحل المسألة الجنوبية مقدمة لا غــــنى عنها لإصلاح الأوضاع على الأرض اليمنية ..إصلاحا حقيقيا يمكث فـــــــــي الأرض .. لااصلاحا زائفا شعاراتيا يـــذهب جفاءا.. وان عمل هذه الأحـــــزاب والتنظيمات السياسية على حل المسألة الجنوبية يعد نوعا من الاعتذار عـــــــــــن ما ارتكبته هذه الأحزاب بحق شعبنا في الجنوب وتكفيرا عن إسهاماتها في إيجاد هذه المسالة .
رابعا:
يدعو الملتقى جميع أبناء شعبنا في الجنوب إلى التكاتف والتضامــــــن والتوحد من اجل العمل جميعا عـــلى تغيير الأوضاع غير السوية التي يعيشون في ظلها ويئـــــــنون جميعا تحت وطأتها ، والعمل عـــــــلى استعادة الحقوق المنهوبة والمستباحة والكرامة الممتهنة واستعادة توازن سياسي وطني مطلوب ومـــن اجل تكريس احترام النظام والقانون ..
إن تحقيق ذلك يتطلب من الجميع الترفع فوق جراحات الماضي وتأجيل وضع المعالجات النهائية الصحيحة للأخطاء والخطايا التـــي رافقت تاريخ الجنوب والتي أضحت أدوات ومولدات لجراحات جديدة على أيدي السلطات الغاشمة التــي لاتنظر إليها إلا كأوراق في يدها للتفريق بيــــــــــن ضحايا سياستها وممارساتها الجهوية الانفصالية .. إن تحقيق ذلك يقتضي تضامن ومشاركة الجميع ، من هم في الداخل أو الخارج ، من هــــــــم غرباء في وطنهم وأرضهم ومن يتم إشراكهم هامشيا في السلطة كذرائع للدعاية والإعلام .. وذلك بكــــــــــــل ما يطرحه ذلك من مسئوليات سياسية وأخلاقية وإنسانية خاصة على جميع الشخصيات الاعتبارية مـــــــن أبناء الجنوب في الداخل والخارج في السلطة والمعارضة .. أمام القطاعات الواسعة من المهمشين والغرباء في وطنهم ..
خـامسا :
يدعو الملتقى الأطراف العاقلة والواعية فـــــي السلطات القائمة ، وبالذات من بين أولئك مــــــن الممسكين حقيقة بمصائر وقرارات هذه السلطات ، يدعوهم إلى وقفة جادة ومسؤلة نابعة مـــن صحوة للضمير من اجل إنقاذ الوطن ومستقبله ومستقبل أبنائــــــــه من المخاطر الحقيقية التي يتعاظم تهديدها لمستقبل الوحدة اليمنية القائمة والتي تأتي في مقدمتها القضية الجنوبية كقضية موضوعية مستقلة عن الإرادات والرغبات للأفراد والجماعات ..
إن المدخل الحقيقي لحل هذه القضية يتمثل في فتح حوار حقيقي جاد ومخلص مع ممثلين حقيقيين للجنوب ومصالح أبنائـــه لاملحقين وتابعين للأجهزة المختلفة .. وذلك بهدف معالجة أثــــــــــــار حرب 94م المدمرة واستعادة الشراكة الوطنية الحقة وإيجاد التوازن السياســـــي الوطني المطلوب والبحث المشترك عن أسس الوحدة الاتحادية القابلة للاستمرار والنمو الطبيعي في ظل الاوظاع اليمنيـــة الراهنة والمأمولة إن شاء الله .
إن المشاركين في الملتقى يأملون مخلصين أن يجـــــد هذا النداء الحار الاستجابة المطلوبة من المعنيين به قبل فوات الأوان ووقوع المعبد على الجميع ..
سادسا :
يفوض الملتقى اللجنة التحضيرية للملتقى بالعمل كهيئة تنسيق ومتابــــعة لنتائجه والعمل على تحقيق رؤاه .. ويمكنها الاستعانة بمن تــــــــــــــــــراه مناسبا مـــــــــــــن الشخصيات الأكاديمية والقانونية والدينية والقبلية .. ومـــــــــــن كافة شرائح المجتمع الأخرى .
سابعا:
يأمل الملتقى بالإيقاف الفوري للحـــرب العبثية والأعمال القتالية الدائرة منذ أشهر عديدة في محافظة صعـــــده والتي حصدت حتى الآن العديد من الضحايا وقد خلفت الكثير من الأيتام والأرامل والثكالى جميعهم شركاء نظريا فـــــــــي ذات الوطن .. ويدعو الملتقى إلى حـــــــــل أسبابها وتداعياتها بالحكمة والحوار الجاد ، والصادق والمسؤل علـــــــى أسس المصلحة الوطنية الحقة والشراكة في الوطن وقيم التصالح والتسامح التي نحن أحوج مانكون إليها هذه الأيام ..
وفي ذات الوقت يستنكر الملتقى ويـــــدين أي محاولات وأعمال ، من أي طرف كـــــــــــــان ، تهدف إلى تكريس الانقسام المذهبي والطائفي بين أبناء اليمن الموحدين في دينهم ونبيهم وقبلتهم بفضل الله ..
وقد ظهرت للأسف بعض هذه المحاولات مؤخرا فــــي دورة رسمية نظمتها وزارة الأوقاف والإرشاد في محافظة ( إب ) للدعـــاة وخطباء المساجد ، حين أخذت هذه المحاولات شكل التهجم والهجوم غيـــــر المبرر أطلاقا على واحدة مــــــــن اعرق المدارس الدينية في حضرمـــــــوت والعالم الإسلامي قاطبة يعد أتباعها ومريديها بعشرات الملايين في داخـــــــل البلاد وخارجها .. بكل ماتحمله هذه المحاولات من مخاطر مستقبلية ما حقه تنسجم بالكامل مـــــــــــــــع الأهداف الخبيثة لأعداء ديننا الإسلامي الحنيف .
والله من وراء القصد ..

صادر عن الملتقى الوطني للتصالح
المكلا – الثلاثاء
التاريخ 5جمادي الأولى 1428هــ
الموافق 22مايو 2007م

آخر تحديث الخميس, 14 يونيو 2007 13:14