القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


دولة المافيا والفساد الشرعي صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة /عبده النقيب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 12 فبراير 2007 00:25
صوت الجنوب 2007-02-12 / عبده النقيب
في كل دول العالم وفي كل الديانات والمجتمعات والأعراف للموتى وللقبور حرمة..إلا لدى عصابة صنعاء فالموتى من الجنوبيين لا تنطبق عليهم هذه الحرمة.. قبورهم هي ساحات للنبش والدك وبعثرة العظام وهي أرض للسطو والبيع والاستثمار.. 


في كل العالم يكون للفساد مراكز وخلايا تستغل السلطة لصالحها في الحصول على منافع وتكون عرضة للمحاسبة إذا ماأنكشفت. على عكس العالم كله في اليمن الفاسدون هم الذين يديرون السلطة وسلطتهم هي التي تمسك بزمام ومقاليد الحكم وكل مفاصله الهامة بما فيها رئاسة الجمهورية ورئاسة الدولة ورئاسة القضاء وأجهزة الأمن المختلفة لتصبح المافيا هي الدولة والدولة هي المافيا.. لقد صارت المافيا هي السلطة وهي الشئ السائد وصار الشرفاء هم الضعفاء وهم الاستثناء, والمخلصين هم من يتعرض للقمع والسحل إذا ما اعترضوا أو تصدوا لأفعال المافيا..هنا يصبح في اليمن كل شئ جائز ومباح. ويصبح الحديث عن محاربة الفساد عبث وذر للرماد على العيون.. لقد ساد النفاق وتسلل إلى المساجد وعمائم علماء الدين وأحزاب المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني والصحف وصار للمافيا أحزاب معارضة وقضاه مؤهلون وعلماء يهرعون للفتوى ضد كل من يفكر مجرد التفكير بالوقوف بوجه المافيا.. وصار للمافيا برلمان يصدرون القرارات والغطاء الشرعي لكل جرائم المافيا من إجازة الميزانية الوهمية إلى تحليل سفح دم أبناء صعده إلى إبادة وتهجير أبناء الجنوب وحتى إقرار المطلوبين للمشاركة في الانتخابات الديكورية ومنعها عن الشرفاء منهم.. في اليمن أصبح للمافيا أسطول يجوب البحار والمحيطات يهرب الأسلحة والمخدرات ويتاجر باللاجئين من أفريقيا ويهرب البشر. وفي اليمن أصبح للمافيا جيش جرار وفرق عسكرية مدججة تنقض على المواطنين إذا ما أرتفع عويلهم من الجوع أو فكروا بالشكاء والتظلم فلم ننس ماجري للمتظاهرين في صيف 2005 من قمع وسحق بالدبابات والمدرعات للجائعين الذين خرجوا يتظاهرون سلميا وعفويا في المدن المختلفة وقبلها خرجت الدبابات والمافيا والجيوش الجرارة لضرب القرى الآمنة والموطنين البسطاء في قرى الضالع لمجرد أنهم رفضوا تواجد القوات العسكرية في قراهم ينتهكون الأعراض وينهكون الجيوب من خلال فرض الإتاوات على كل شاردة وواردة يتدخلون بشأنها واليوم تباد مناطق بأكملها في محافظة صعدة لمجرد أن المافيا تريد أن تنفس على ضائقتها وأزمتها من خلال خلق بؤر التوتر وجني الأموال بحجة التصدي للخطر الأجنبي في صعدة.
وفي اليمن المافيا تملك معسكرات لتدريب المتطرفين وتجهيز فرق الاغتيالات لإسكات المعارضين والمتنورين وكذلك لإرسال المفخخين للعبث بأمن دول الجوار من السعودية حتى العراق والصومال ودول القرن الأفريقي الأخرى. ولليمن مطابع لصك العملة اليمنية والسعودية في قصر الرئاسة دون علم البنك وتوزيع المليارات المزورة  على العملاء والموالين لزعيم المافيا .. ولليمن أيضا وزارة للهجوم والتهريب تستورد الأسلحة الفاسدة وتقوم بغسيل الأموال عبر صفقات الأسلحة مع تجار المافيا بحجة تسليح الجيش اليمني فتجد طريقها للمتطرفين في السعودية والسودان والعراق ودول شرق أفريقيا وأمراء الحرب في الصومال حتى يقتتلوا ويباد شعب الصومال عن بكرة أبيه وما تبقى يباع في معارض السلاح الذائعة الصيت والمحمية من المافيا في أسواق جحانة بالقرب من صنعاء وما أكثرها.
وللمافيا في صنعاء معهد لتخريج القضاة الذين يحكمون بما أنزلت المافيا يبرؤون القاتل المجرم الشمالي ويدينون القتيل الضحية الجنوبي.. وللمافيا وزراء يداومون على الحضور مع رئيس المافيا كل يوم مجتمعين أكثر مما يترددون على المساجد يصفقون لرئيسهم حتى تنفطر أيديهم لكل كلامه العبثي والغير مرتب وخطاباته الضاجة في مكافحة الفساد وعن التنمية, يهزون رؤوسهم مرددين آمين وهم يعلمون علم اليقين أنه هو من يدير الفساد ويدمر البلد ويعبث بمستقبله لكنها طاعة ولي الأمر وحصص كل واحد منهم من الفيد والنهب فلا معصية لخليفة الله في الأرض.. وللمافيا شعراء يترنمون ويزجلون لمن لا تطلع الشمس كل يوم إلا بأمره ولا تدخل شحنة هيروين إلى صنعاء أو تخرج منها إلا بأمره ولا تغلق صحيفة او يختطف صحفي أو يستنسخ حزب إلا بأمره إنه الولاء والطاعة التي أمرنا به الله سبحانه وتعالى في طاعة ولي الأمر وكما تفتي لنا جمعية العلماء. وللمافيا في صنعاء مؤسسة وجهاز خاص بمكافحة الفساد يحارب الشرفاء ويشرع للفساد ويبتز كل من تسول له نفسه في الاحتجاج ولهذا الجهاز أذرع رئاسية قوية ذات مخالب حادة ومعقوفة تناصف كل من يأتي للاستثمار في اليمن كي تحميه..ومن من تحميه !! من المافيا نفسها التي ملأت الأرض رعبا حتى تتحول حمايتها إلى قيد يكبل المستثمر ويرهنه وتتفنن أجهزة الحماية في ابتزاز المستثمرين وحبك القصص والجرائم المركبة  لهم إذا لزم الأمر والذي قد تصل إلى السجن  أو القتل أو توجيه تهم الإرهاب لهم أو توديع المستثمر في مصحة الأمراض النفسية لكي يتخرج منها مجنونا بالفعل.
وللمافيا في اليمن جهاز أمن يطارد الشرفاء ويسهل دخول وخروج المهربات ويصدرون جوازات السفر والوثائق المزورة للمهربين وللإرهابيين الذي يسهلون لهم دخول اليمن وإعادة تصديرهم إلى العراق والسعودية والشيشان والصومال والقرن الأفريقي كمقاتلين وكذلك إلى دول أوروبا كطالبي لجوء وقواعد احتياطية تحت الطلب. وللمافيا في اليمن سفارات تفرض الأتاوات على مواطنيها تراقبهم وتسرق مستحقاتهم وتمارس تجارة التهريب للمجوهرات والحلي والمخدرات وتجارة القات والعملة المزورة عبر الحقيبة الدبلوماسية.
وفي بلد المليون طفل معاق والمليون فاسد وملايين الجوعى تجد مليون منافق يسبحون بحمد رئيس المافيا الملياردير الذي نزلت عليه الثروة من السماء وأشبع الأرض قتلا وفسادا يصلون لأجله في العلن ويلعنونه في الخفاء.
إن الضجيج العالي لهؤلاء المنافقين الذي يعلو على أنين الملايين من المطحونين لن ينقذ الطاغية من السقوط ولن يحميه من الغضب.. لكن ما يؤلم قلبي حقا هو لعنات نفس هؤلاء المنافقين وضجيجهم الذين سيعلو ضد الطاغية بعد أن يلقى حتفه المرتقب.. لعنة الله عليكم أيها المنافقين.. لعنة الله عليكم أيها المطأطأون الخانعون الساكتون عن قول الحق.. لعنة الله عليكم أيها الشياطين الخرساء.
 لم أرم في مقالي هذا أبدا إلى توضيح الصورة للوضع المزري والمأساوية في اليمن لأنها صارت شديدة الوضوح لكن ما أردته هنا إعادة توصيف الوضع نفسه.. وهل وضع كهذا ستجدي معه الدعوات العقيمة للإصلاح.. ثم هل ماهو موجود في اليمن يمكن أن نسميه فسادا بما يستلزم ذلك من طرق وحلول لمعالجة وتفادي الكارثة التي باتت وشيكة ؟  بالقطع لا ..فاليمن تحكمها المافيا وكل مافيها هو حكم عصابات المافيا والحديث عن وجود الفساد يقتضي الحديث عن وجود دولة ونظام بداخلها فساد أما وإن الدولة نفسها غير موجودة فإن ماهو موجود ليس فسادا بل أنها المافيا المتسلطة وقوانين المافيا هي التي تسود في البلاد وليس شيئا آخر.. لذا فإن الحديث عن مكافحة الفساد أو إصلاح الوضع القائم هي حلول لا تتناسب ونوع المشكلة.. والسنين الأثناعشر الماضية أثبتت عقم هذه الحلول الوهمية التي مصدرها المافيا السلطوية..لذا فإن إنقاذ البلاد لن يتم إلا بإجتثاث هذه الآفة وقلع جذورها فقط وليس غير ذلك وهذا لن يتحقق إلا عبر بوابة الجنوب..والبرنامج الذي قدمه التجمع الديمقراطي الجنوبي " تاج " هو برنامج واقعي يعالج المشكلة من جذورها.. آن الأوان لأن تعترف المعارضة بفشل مشروعها وهي مطالبة بالتحرر من الخوف وأن تعيد التفكير في ما يطرحه "تاج" حتى لا تفوت الأوان ويصبح الوطن في خبر كان.

عبده النقيب

كاتب يمني - بريطاني  مقيم في بريطانيا

هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته

آخر تحديث الاثنين, 12 فبراير 2007 00:25