القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
باحث أكاديمي يمني يكشف الغموض عن شخصية علي محسن الأحمر ومراكز القوى في اليمن صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
عام - تحقيقات
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 28 أغسطس 2006 00:08

28/08/2006م
       ماجد الرزامي
* علي محسن الأول عسكرياً وقبلياً ، والثاني سياسياً بعد رئيس الجمهورية.
* أحمد علي عبد الله صالح لا يريد أن يعرف أحد.
*
الشيخ عبد الله الأحمر توجه لتنفيذ أجندة أبنائه الاقتصادية والسياسية عندما أحس بتوجه الرئيس لدعم ابنه كلياً.
*الرئيس استلم ملف الناصريين والبعثيين وعلي محسن تسلم ملف الإسلاميين والاشتراكيين منذ الثمانينات .
* حرب صعدة .. الحرب الخطأ في المكان الخطأ والتوقيت الخطأ ..

آفاق - دمشق - من اسكندر شاهر

الباحث الأكاديمي ماجد الرزامي توحي ملامحه للوهلة الأولى أنه ضابط أمن أو جيش، ولكنك عندما ترقب حركته وتصرفاته وتسجيله احتكاكاً وحضوراً مع مختلف ألوان الطيف السياسي وفي مختلف الفعاليات الثقافية والعلمية والاجتماعية يذهب تقييمك له إلى الشرفة الأخرى المواجهة فتحسبه أحد نشطاء المجتمع المدني الذي انتشرت منظماته ومؤسساته في اليمن في السنوات الأخيرة انتشاراً مريباً بحيث لم تعد تميز المؤسسة المدنية من العسكرية من الاسترزاقية من ... الخ، ثم تكتشف أنه متخصص في العلاقات الدولية وعلى وشك نيل درجة الدكتوراة من جامعة دمشق.
 وحينما تناقشه يظهر وبسيريالية غريبة اهتماماً أو نزوعاً قومياً كبيراً ويحتفظ في ذاكرته بأرقام وإحصائيات متعددة ولامتناهية على الصعيدين المحلي والخارجي في زمن تكنولوجي يجعلنا نركن إلى أجهزته إلى درجة لم يعد البعض معها يرهق ذاكرته في حفظ رقم تلفونه الشخصي، وعندما تتحدث عن اليمن وأوضاعها ومراكز صنع القرار فيها يدهشك بقوله : إنه يتابع كل أو معظم مايقال ويكتب في هذا الشأن وإنه ومن واقع حركته ومعايشته واستقرائه لمجمل الأحداث والمعطيات، واهتمامه بمتابعة أداء مؤسسات الدولة والمؤسسة العسكرية خاصة وبالأخص شخص أهم وأبرز أركانها العميد علي محسن الأحمر، وبأن لديه تحليلاً خاصاً يمكن وصفه بأنه أحدث تحليل سياسي أكاديمي عن مراكز القوى اليمنية وهو حين يطرحه يتمثل دور الناقد متجاهلاً كونه أحد الأعضاء البارزين في صفوف المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم في اليمن، علما أنه لديه المقدرة على تقريب وجهات النظر.
جميع هذه الخصائص وغيرها مجتمعة جعلتنا نتوق لبلورة محاور للحوار مع (الرزامي) وكلنا نعرف ارتباط هذا الاسم بأحداث صعدة المأساوية التي كان فيها عبدالله عيضة الرزامي هو الرجل الثاني بعد حسين الحوثي في مواجهة آلة الحرب والمعارك في صعدة والتي ارتبطت في الوقت ذاته باسم علي محسن الأحمر وقائد الفرقة الأولى مدرع الذي سيكشف لنا الرزامي بعضاً من أهم جوانب شخصيته التي يحلو للبعض وصفها بالغامضة والمركبة، فإلى حوارنا مع الرزامي عن الرزامي والأحمر واليمن :
* أحداث صعدة من المسؤول عنها؟
** أحداث صعدة هي الحرب الخطأ في المكان الخطأ في الوقت الخطأ ، وهي نتيجة لمحاولات بعض القيادات السياسية والعسكرية والقبلية التخلص من بعض القيادات المنافسة لها في الساحة وتم استغلال هذه الحرب في هذه المنافسة اللاانسانية ، وجميع هذه القيادات السياسية والعسكرية والقبلية المتنافسة مسؤولة عن الحرب وآثارها المختلفة.



حسين بدر الدين الحوثي

* وهل تعرضتم خلال وبعد أحداث صعدة لمشاكل بسبب (الرزامي) ؟
** حصلت مضايقات ووصلت في بعض الحالات إلى حد الإقصاء من مراكز وظيفية بعلم الرئيس علي عبد الله صالح كما يدعي معاونيه.

* إلى أي مدى سيكون لهذه الحرب تأثيرات على الواقع السياسي اليمني المقترب من صناديق الاقتراع الرئاسية والمحلية؟

** أنا أعتقد أن إعلان الرئيس عدم ترشحه هو من ضمن تأثيرات حرب صعدة على وضعه وشعبيته، هناك دمار كبير حدث وهدم منازل وتشريد مئات الأسر أطفال ونساء وشيوخ، الرئيس شعر بالخطأ وحاول استعادة شعبيته إضافة إلى تمرير الجرعة الاقتصادية يوم 21/7/2005 م التي تزامنت مع إعلانه والتي لم يكن من السهل تمريرها، كما ساعد هذا الإعلان بشكل أو بآخر على إنهاء الملف الحدودي مع السعودية بشكل نهائي. بالإضافة إلى توجيه رسالة لكل القيادات التي ترعرعت في عهد علي عبد الله صالح وأصبح لديها سلطات واسعة أن بقاءهم مرهون ببقائه وبإتباع سياساته.
* يعني تراجعه عن قراره نهاية سيناريو مكتوب سلفاً ؟

** الرزامي (يسكت).
* العميد علي محسن الأحمر هل تعرفه وماذا يشكل من ثقل في الساحة اليمنية عموماً؟
** التقيت به في حرب صيف 94م في مديرية أمن الراهدة بتعز يوم 17/5/ ، وكان لقاء عارضا ظهر لي فيه أنه رجل بسيط لايظهر الهوة بينه كمسؤول وقائد عسكري وبين أفراده، كان وقتها يقود الجبهة باتجاه عدن، ولكن من خلال اهتمامي بهذه الشخصية القيادية ومتابعتي لأدائها منذ وقت طويل أستطيع أن أجزم بأنه الرجل الثاني سياسياً بعد رئيس الجمهورية والأول عسكرياً وقبلياً.
* طيب، والشيخ عبد الله بن حسين الأحمر؟
** الشيخ عبد الله شيخ مشائخ حاشد، وأحد مراكز القوى البارزة نسبياً، أما علي محسن الأحمر فله ارتباطات قبلية كبيرة وقوية في مختلف محافظات الجمهورية.




أحمد علي عبد الله صالح والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر

* وإذا كان علي محسن الثاني سياسياً بعد الرئيس فما موقع ابن الرئيس وهل سيدعم علي محسن صعود الابن إذا أصبح ذلك خيار الرئيس المعلن؟
** علي محسن هو الرجل الثاني باقتدار وبتكليف من الرئيس ولا يطمح بموقع رئيس الجمهورية، أما أحمد علي عبد الله صالح فلا يزال أمامه وقت طويل لامتلاك الخبرة التي قد تؤهله لذلك .

* هل ثمة خلافات بين علي محسن الأحمر وبين أحمد علي عبد الله صالح ؟

** سمعنا ونحن في العراق حينها أنه حصلت خلافات قوية بينهما من بداية عام 2000م، واستمرت إلى ما بعد عودة الرئيس من ألمانيا في أغسطس 2002م التي كان قد زارها للعلاج اثر وعكة صحية تعرض لها، ثم قام بزيارة الفرقة الأولى مدرع واستعراضه لقواتها لتخفيف حدة التوتر بينهما .

* وما نوع ذلك الخلاف؟

** بعد تعيين نجل الرئيس أحمد علي عبد الله صالح لقيادة الحرس الجمهوري بداية 2000م قبل زيارة الرئيس لأمريكا، بدأ أحمد علي بالتدخل في الشئون الدفاعية والعسكرية بقوة، كما قام بدعم عملية تقاعد عدد كبير من الجيش وهذا ما رفضه علي محسن الأحمر، بالإضافة إلى أن أحمد علي كان يريد وضع مبنى الإذاعة والتلفزيون تحت سيطرة الحرس الجمهوري، ثم بعد ذلك تدخل الرئيس وحسم الخلاف لمصلحة علي محسن الأحمر.

* بالنظر للمكانة السياسية والعسكرية والقبلية التي قلت إن علي محسن يتمتع بها ألا تتوقع ارتباطه باستخبارات دولية؟

** أعتقد أنه لا يبحث عن ارتباطات من هذا النوع بل ربما مثل هذه الأجهزة تريده نتيجة لثقله الواضح.

* أحمد علي عبد الله صالح، هل تعرفه وما رأيك به؟

** أنا لا أعرفه وهو رجل لا يريد أن يعرف أحد .. حاول الطلاب العائدون من العراق بعد احتلالها لقاءه لعرض مشكلاتهم واتصلوا بمدير مكتبه ولكنهم قوبلوا بالرفض وهم من حملة الماجستير والدكتوراة.

* كيف ترى علاقة علي محسن الأحمر بالتيارات والأحزاب في الساحة اليمنية؟

** هناك تقاسم لملفات التيارات والأحزاب في اليمن، الرئيس تولى ملف الناصريين والبعثيين لخصوصية هذين الملفين بالنسبة له، وعلي محسن الأحمر ممسك بملف الإسلاميين والاشتراكيين منذ الثمانينات، وهم الآن أيضاً متمسكين به بقوة وهذا أحد مصادر القوة السياسية لعلي محسن الأحمر.

* المعروف عن علي محسن أنه محسوب على الإسلاميين، ثم ماهو مذهبه الديني؟

** هذا غير صحيح هو ليس محسوباً على الإسلاميين إنما ممسك لملفهم وكان له دور في التأثير على قياداتهم وجعلهم أكثر اعتدال كلما لزم الأمر، أما مذهبه الديني فأنا أعتقد أنه يلخص بأنه : معتدل في تطرفه ومتطرف في اعتداله !!.

* وماذا عن حجم قوته العسكرية؟ 

** معروف أنه قائد الفرقة الأولى مدرع (قيادة المنطقة العسكرية الشمالية الغربية) ولديه قوات كبيرة جداً تتوزع في معظم محافظات الجمهورية وتنبع قوته في هذا الجانب من ولاء الضباط والأفراد له من كل الوحدات وهذا ما ليس متوفر في الوحدات الأخرى .

الجيش اليمني

* هل صحيح أنه تعرض لمحاولة اغتيال وماذا لو حصل ذلك؟
** سمعنا بهذا أثناء أحداث صعدة وبعدها، وأعتقد أن حصول ذلك سيكون خطيراً وسيخلق حالة من الفوضى كبيرة جداً نتيجة لحجم الرجل على مختلف الأصعدة.
* ولكن ترددت مؤخراً أنباء عن رغبة الرئيس في إقصاء عسكريين كبار وعلي محسن الأحمر في طليعتهم؟!
** علي محسن الأحمر رجل اختاره الرئيس وأوصله إلى هذه المكانة خلال هذه الفترة الطويلة فإذا رأى وهو رأس الهرم في الدولة أنه من المفيد ولمصلحة الوطن استبعاده فهذا شأنه، لكني أعتقد أن الظروف التي تعيشها البلد في الوقت الحالي والظروف الإقليمية والدولية لا تسمح بمثل هذا القرار إلا إذا كانت هناك ضغوط دولية على الرئيس لاتخاذ ذلك ولكن من هو البديل الذي يجمع الإسلاميين بمختلف مذاهبهم والعسكريين بمختلف توجهاتهم والسياسيين بمختلف انتماءاتهم؟!
* ماذا عن علاقة الرئيس بالشيخ عبد الله بن حسين الأحمر والخلاف الذي يسخن ويبرد بين حين وآخر؟
** الخلاف قائم بينهما وأعتقد أن سببه هو أن الشيخ عبد الله بدأ يدعم أجندة أبنائه الاقتصادية والقبلية والسياسية لاعتقاده أن الرئيس بدأ بتنفيذ أجندة ابنه أحمد ودعمه كلياً.. لكن حسب علمي أن علي محسن الأحمر حسم هذا الخلاف مؤقتاً في اجتماع عبس الشهير يوم 4/5/2005م بعد عودة الرئيس من كوريا الجنوبية.
* هناك مراكز قوى بدأت تظهر وتريد أن تكون حاضرة وفاعلة سواء من آل الرئيس كأبناء أخيه أو من دار الرئاسة كعلي الآنسي وسواهم كيف تقيم هؤلاء وكيف تقرأ واقعهم ومستقبلهم؟
** بالنسبة لأبناء المرحوم محمد عبد الله صالح، يحيى وطارق وعمار، هم يحاولون تشكيل مركز قوة جديدة لكن لايزال أمامهم بعض الوقت، وأعتقد أنهم سيشكلون شيئاً فاعلاً خلال العشر سنوات المقبلة لأنهم يستقطبون التجار وأصحاب رؤوس المال الوطني وغير الوطني .. أما علي الآنسي فأعتقد أنه لا يشكل مركز ثقل لأنه لايسعى إلى خدمة الوطن بل يمارس سياسة مناطقية وفئوية خصوصاً بعد توسع صلاحياته وترؤسه لبعض الأجهزة واللجان المختلفة التي يكرس من خلالها مناطقيته وفئويته المضرة بمصلحة الوطن وحتى بالنظام الحاكم.

* هل هناك مراكز قوى أخرى كامنة وتنتظر الظهور؟
** هناك مركز قوة جديد وسيكون الأكثر قوة في فترة وجيزة هذا المركز يقوده دولة رئيس الوزراء باجمال وتدعمه شخصيات كبيرة تنتمي للقطاع الاقتصادي (تجار الحضارم) وسيكون من ضمن القوى المتفوقة على القوى الأخرى بل أنه سيسخر بعض مراكز القوى الأخرى لصالحه باستثناء مركز القوى الفاعل في اليمن الذي يقوده العميد علي محسن الأحمر.
* أنت في سورية منذ فترة لتحضير الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة دمشق ولديك كما لاحظنا احتكاك واختلاط وعلاقات جيدة مع مختلف الفعاليات والشخصيات بما فيهم الرئيس علي ناصر محمد، برأيك لماذا يستهدف في الآونة الأخيرة من قبل الحزب الحاكم وإعلامه وكيف تقرأ ذلك في ظل الظروف الحالية ووفق معرفتك بطريقة الحزب الحاكم في تعامله مع الشخصيات الهامة والتاريخية؟
** الرئيس علي ناصر محمد رجل وطني وقومي أدى دوره بكل كفاءة وله رصيد وطني كبير، ويساء له من قبل بعض أقطاب السلطة الحاكمة ولاسيما من الذين كانوا رفاق دربه في الاشتراكي، يريدون جره إلى تفاهات ومهاترات لإفقاده رصيده الوطني المعروف للجميع.

* مارأيك بأحزاب المعارضة في الداخل والخارج؟

** المعارضة في الداخل تنحصر بأحزاب اللقاء المشترك إذا كنا نتحدث عن مراكز قوى، أما بالنسبة لمعارضة الخارج فعليهم أن يبلوروا أهدافهم ويعيدوا النظر بما يكسبهم ثقة وتأييد الداخل الشعبي وأن يعتمدوا على شعبية الداخل بما يخدم الوطن وبما يكسبهم تأييد داخلي.

علي عبد الله صالح       
* هل تتوقع نجاح الرئيس في الانتخابات المقبلة وبقائه مدة طويلة في الحكم؟
** بالنسبة للانتخابات أنا أتوقع تغيب من 25% إلى 30% من الناخبين، وحصول بن شملان على 25% إلى 30% من الأصوات والرئيس من 45% إلى 50%، أما عن بقائه في السلطة فهذا يعتمد على مصداقيته في تنفيذ سياساته الإصلاحية التي وعد بها بما يكفل ترسيخ الوحدة الوطنية وتثبيت دولة النظام والقانون وإرساء مبدأ التداول السلمي للسلطة الذي ينبغي أن يكرس فترته المقبلة لتكريسه بالاستفادة من أخطاء الماضي لا بتكرارها.
* انتشرت مؤخراً نبوءة مرتبطة بتراث آل البيت والهاشميين أصبح لها رواج واسع على المستوى الشعبي وحتى في المقايل والمنتديات وبين النخب السياسية والاجتماعية والثقافية مفادها أن الرئيس سيحكم لعامين آخرين ليكمل الثلاثة عقود ثم يكون مصرعه و....الخ؟
** الأعمار بيد الله يا أخي.
* علمنا أنك تستعد للسفر إلى بريطانيا والبعض يروج أنه لطلب اللجوء السياسي ما صحة ذلك؟
** ذهابي إلى بريطانيا هو لاستكمال تعلم اللغة الانجليزية وأنا ممن لا يفكرون بطلب اللجوء رغم أنه عرض علينا كثيراً.
* هل لديك من كلمة تريد أن تقولها لمراكز القوى في اليمن لاسيما الذين ركز عليهم هذا الحوار؟
** أنا أنصح بأن لا يجعلوا أحقيتهم بالوطن أكثر من أحقية الشعب به ..!!.
  




منقول منهذا الرابط

آخر تحديث الاثنين, 28 أغسطس 2006 00:08