الفجر في الجذور - بقلم : د\محمد فتحي راشد الحريري |
مقالات - صفحة الدكتور/ محمد فتحي راشد الحريري |
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS |
الخميس, 21 مايو 2015 18:26 |
الجذر الثلاثــي ( ف ج ر ) : الفَجْر ضوء الصباح وهو حُمْرة الشمس في سواد الليل وهما فَجْرانِ أَحدهما المُسْتطيل وهو الكاذب الذي يسمى ذَنَبَ السِّرْحان والآخر المُسْتطير وهو الصادق المُنتَشِر في الأُفُقِ الذي يُحَرِّم الأَكل والشرب على الصائم في رمضان ، ولا يكون الصبحُ إِلا الصادقَ . وقال الجوهري( صاحب الصحاح ) : الفَجْر في آخر الليل كالشَّفَقِ في أَوله، وقال ابن سيده :وقد انْفَجَر الصبح وتَفَجَّر وانْفَجَر عنه الليلُ وأَفْجَرُوا دخلوا في الفَجْر ،كما تقول أَصبحنا من الصبح وأَنشد الفارسي: فما أَفْجَرَتْ حتى أَهَبَّ بسُدْفةٍ ***عَلاجيمُ عَيْنُ ابْنَيْ صُباحٍ تُثيرُها وجاءفي كلام بعض العرب :كنت أَحُلّ إِذا أَسحرْت وأَرْحَلُ إِذا أَفْجَرْت .وفي الحديث:( أُعَرّسُ إِذا أَفْجَرْت وأَرْتَحِل إِذا أَسْفَرْت ) ،أَي أَنزل للنوم والتعريس إِذا قربت من الفجر وأَرتحل إِذا أَضاء ،قال ابن السكيت :أَنت مُفْجِرٌ من ذلك الوقت إِلى أَن تطلع الشمس .وحكى الفارسي طريقٌ فَجْرٌ واضح والفِجار الطُّرُقُ مثل الفِجاج، ومُنْفَجَرُ الرمل طريق يكون فيه والفَجْر تَفْجيرُكَ الماء والمَفْجَرُ الموضع يَنْفَجِرُ منه وانْفَجَر الماءُ والدمُ ونحوهما من السيّال ،وتَفَجَّرَ انبعث سائلاً وفَجَرَه هو يَفْجُره بالضم فَجْراً فانْفَجَرَ أَي بَجَسه فانْبَجَس ،وفَجَّره شُدّد للكثرة وفي حديث ابن الزبير : فَجَّرْت بنفسك أَي نسبتها إِلى الفُجورِ كما يقال فَسَّقْته وكَفَّرْته ،والمَفْجَرةُ والفُجْرةُ بالضم مُنْفَجَر الماء من الحوض وغيره ، وفي الصحاح موضع تَفَتُّح الماء وفَجْرَة الوادي مُتَّسعه الذي ينفجر إِليه الماء كثُجْرتَه والمَفْجَرة أَرض تطمئنّ فتنفجر فيها أَوْدِية وأَفْجَرَ يَنْبُوعاً من ماء أَي أَخرجه ومَفاجر الوادي مَرَافضه حبث يرفضُّ إِليه السيل وانْفَجَرَتْ عليهم الدواهي أَتتهم من كل وجه كثيرة بَغْتة . والمتفجرات في الاستعمال المعاصر نوع من أسلحة الدمار . وقد أقسم الله تعالى بالفجر في سورة تحمل هذا الاسم ( والفجر . وليالٍ عشر ....) سورة الفجر . والفجور من كنايات الزنا عند العرب ، وهو أيضا من صفات المنافق ( إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر ) أي بالغ في الخصومة والافتراء . وقد راقبت مرّة في الصحراء منظر بزوغ الفجر ( انفجاره) من جهة الشرق ، وشهدْتُ ذلك الحدث الكوني المعجز ، وتأكدت أنهما فجران ( كاذب وصادق) فقلتُ : سبحان الله الحكيم المبدع ، أقسم بالفجر ليلفت انتباهنا إلى آيةٍ كونية من آياته !!! وقادتني تلك المشاهدة إلى التفكر باحتفاء الصينيين المسلمين بالفجر وصلاته ، ومما قرأته عنهم هنا : كيف يستيقظ الصينيون لصلاة الفجـر ؟ ..وكان معيار الرجولة عند السلف الصالح شهود صلاة الفجر ، وسماها الله تعالى بـ ( قرآن الفجر ) : (( أقمِ الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إنَّ قرآن الفجر كان مشهودا )) أي تشهده ملائكة الليل ، وملائكة النهار .. هذا والله أعلم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين . |